صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 15 من 15

الموضوع: حوار مـــع إبنى

  1. #11
    عضو فعال الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    387
    كثيراً ما يبحثُ أولياءُ الأمورِ عن نهجٍ يتبعونهُ في تربيةِ أبنائهم، يضمنُ لهمْ أنّ يكونَ أبناؤُهم على خلقٍ قويمٍ وقيمٍ ذاتيةٍ راقيةٍ وهدفٍ سامي، فيبحثونَ عن ضالتهم بين الكتبِ التي تحوي نظريات العلماءِ وآراءِ الفلاسفةِ، وأحياناً ينشدونها بينَ التراثِ القديمِ وأقوالِ الآباءِ والأجدادِ وفي ضخمِ العاداتِ والتقاليدِ، وينسونَ إرثنا الخالدَ إلى ما شاءَ الله وهو القرآنِ الكريمِ.
    فها نحنُ اليومَ بين أيدينا ثمانيةَ آياتٍ فقط من سورةِ لقمانِ حملتْ في معانيها أسساً تربويةً تعتبرُ منهجاً فريداً في التربيةِ، فما بالكَ لو جعلنا القرآنَ الكريمَ كلهُ منهجنا !!!

    بدأَ لقمانُ الحكيمِ موعظتهُ لابنه بعدمِ الشركِ باللهِ لانّ اللهَ تعالى يغفرُ جميعَ الذنوبِ إلا هذا الذنبِ لا يغفرهُ اللهُ لصاحبهِ، كما جاءَ في القرآنِ الكريمِ قال تعالى (إنّ اللهَ لا يغفرُ أنّ يشركَ بهِ ويغفرُ ما دونَ ذلكِ لمنّ يشاء). ومنْ ثمَ انتقلْ لقمانُ بوصيتهِ المرتبةِ حسبَ تعاقبِ أهميةِ الأمورِ إلى الوالدين فهو ينبهنا إلى فضلهما وحقهما علينا وبالتالي ضرورةِ الإحسانِ لهما وطاعتهما في ماعدا معصيةِ الخالقِ، قالَ تعالى: (لا طاعةِ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ)، ومع هذا يأمرنا اللهُ سبحانهُ وتعالى في حال أنّ امرنا احد الوالدين بمعصية أن لا نطيعه فيها ولكن يبقى لهما علينا حقهما كوالدين.
    ومن ثم يتجهُ لقمانُ بوصيتهِ إلى أهمُ العباداتِ وعمادِ الدينِ وهي الصلاةِ وأداؤها بجميعِ واجباتها من حدودها وأوقاتها وركوعها وسجودها وطمأنينتها وخشوعها، وانطلاقاً من قولِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم: (من لم تنههُ صلاتهُ عن الفحشاءِ والمنكرِ فلا صلاةَ له)، فإنّ المسلمَ المقيمَ صلاتهِ بشكلٍ تنهاهُ فيهِ عنِ الفحشاءِ والمنكرِ بإمكانهِ أنّ يأمرَ بالمعروفَ وينهى عنِ المنكرِ بقدرِ استطاعتهِ باليدِ أو باللسانِ أو بالقلبِِ وهو أضعفُ الإيمان، وأيضاً بإمكانهِ الصبرِ على ما قد يصيبهُ من أذى في سبيلِ ذلك.
    ومن ثم توجهَ لقمانُ بنصائحهِ إلى الأخلاق العامة، فنهى عن التكبرِ والتبخترِ في المشيِ على وجهِ التعظيمِ والفخرِ على الناسِ، ونهى أيضاً عن التباطؤ في المشيٍ أو الإسراع فيه ولكن بين ذلك قواما، وعدم رفعِ الصوتِ تكلفاً
    من تعلم العلم وعلمه أورثه الله علم ما لا يعلم

  2. #12
    عضو فعال الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    387
    ورد في بعض الآثار أنَّ الله عز وجل أرسل ملك الموت ليقبض روح امرأة من الناس.
    فلما أتاها ملك الموت ليقبض روحها وجدها وحيدة مع رضيعاً لها ترضعه وهما في صحراء قاحلة ليس حولهما أحد ، عندما رأى ملك الموت مشهدها ومعها رضيعها وليس حولهما أحد وهو قد أتى لقبض روحها ، هنا لم يتمالك نفسه فدمعت عيناه من ذلك المشهد رحمة بذلك الرضيع ، غير أنه مأمور للمضي لما أرسل له ، فقبض روح الأم ومضى ، كما أمره ربه:
    (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)

    بعد هذا الموقف - لملك الموت - بسنوات طويلة أرسله الله ليقبض روح رجل من الناس فلما أتى ملك الموت إلى الرجل المأمور بقبض روحه وجده شيخاًطاعناً في السن متوكئاً على عصاه عند حداد ويطلب من الحداد أن يصنع له قاعدة من الحديد يضعها في أسفل العصى حتى لاتحته الأرض ويوصي الحداد بأن تكون قوية لتبقى عصاه سنين طويله .
    عند ذلك لم يتمالك ملك الموت نفسه
    ضاحكاً ومتعجباً من شدة تمسك وحرص هذا الشيخ وطول أمله بالعيش بعد هذا العمر المديد،ولم يعلم بأنه لم يتبقى من عمره إلاَّ لحظات فأوحى الله إلى ملك الموت قائلاً: فبعزتي وجلالي إنَّ الذي أبكاك هو الذي أضحكك

    سبحانك ربي ما أحكمك

    سبحانك ربي ما أعدلك

    سبحانك ربي ما أرحمك

    نعم ذلك الرضيع الذي بكى ملك الموت عندما قبض روح أمه هو ذلك الشيخ الذي ضحك ملك الموت من شدة حرصه وطول أمله
    من تعلم العلم وعلمه أورثه الله علم ما لا يعلم

  3. #13
    عضو فعال الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    387
    هذه سهام لصيد القلوب
    أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب، وتستر بها العيوب
    وتستقال بها العثرات، وهي صفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب، فإليك أيها
    المحب سهاماً سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها، وجاهد
    نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله
    .

    الوسيلة الأول: الابتسامة :
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	679953882.jpg
المشاهدات:	32
الحجـــم:	12.1 كيلوبايت
الرقم:	1389
    قالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادةوصدقة، ( فتبسمك في وجه أخيك صدقة ) كما في الترمذي، وقال عبد الله ابنالحارث ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
    الوسيلة الثانية : البدء بالسلام :
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	763662671.jpg
المشاهدات:	32
الحجـــم:	16.2 كيلوبايت
الرقم:	1390
    سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه
    والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي
    يبدأ بالسلام، قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً
    إلا سلم عليه)، وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة) والنبي صلى
    الله عليه وسلم يقول : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجهطليق ). وفي الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( تصافحوا يذهب الغل،وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسانكلها.
    الوسيلة الثالثة : الهدية :

    ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب، وما يفعله الناس من تبادل
    الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليه على أن لا يكلف نفسه
    إلا وسعها، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته
    وأهل بيته ففعلت، فقال لي تذكّر هل بقي أحد أغفلناه ؟ قلت لا قال بلى رجل
    لقيني فسلم علي سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا، اكتب له عشرة جنيهات) انتهى
    كلامه.
    انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك.
    الوسيلة الرابعة : الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع :
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	121650323.jpg
المشاهدات:	33
الحجـــم:	24.3 كيلوبايت
الرقم:	1391
    وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالس وعليك
    بطيب الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين، ولها
    تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك
    وبني دينك، فهذه عائشة رضي الله عنها قالت لليهود ( وعليكم السام واللعنة)
    فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلاً يا عائشة فإن الله يحبالرفق في الأمر كله) متفق عليه، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : ( عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ماتجمل الخلائق بمثلهما ) أخرجه أبو يعلى والبزار وغيرهما.
    قد يخزنُ الورعُ التقي لسانه …… حذر الكلام وإنه لمفوه
    الوسيلة الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات :
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	2.gif
المشاهدات:	33
الحجـــم:	37.0 كيلوبايت
الرقم:	1392
    وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث
    حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا
    به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة، واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء
    قال : ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن
    يولد).
    الوسيلة السادسة : حسن الصمت والمظهر:
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	11.jpg
المشاهدات:	32
الحجـــم:	25.1 كيلوبايت
الرقم:	1393
    وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله جميل يحب الجمال )
    كما في مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول ( إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب
    طيب الريح )، وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل ( إني ما رأيت أحداً أنظف
    ثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا
    وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل).
    الوسيلة السابعة : بذل المعروف وقضاء الحوائج :

    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	405448999.jpg
المشاهدات:	32
الحجـــم:	27.6 كيلوبايت
الرقم:	1394
    سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله:
    أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
    بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أحبُ الناسإلى الله أنفعهم للناس )، والله عز وجل يقول { وأحسنوا إن الله يحبالمحسنين }.
    إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى …….. مملوك لكل رفيق
    وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا ……… على الكبد الحرى لكل صديق
    عجباً لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه، ومن انتشر إحسانه كثر أعوانه.
    الوسيلة الثامنة: بذل المال :
    فإن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان،والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منهخشية أن يكبه الله في النار ) كما في البخاري.
    صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد أن استنفذ كل جهوده في
    الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    فيعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلى النبي صلى الله عليه
    وسلم ويطلب منه أن يمهله شهرين للدخول في الإسلام، فقال له رسول الله صلى
    الله عليه وسلم بل لك تسير أربعة أشهر، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه
    وسلم إلى حنين والطائف كافراً، وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلى الله
    عليه وسلم ينظر في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماً
    وشاء ورعاء.
    فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب؟
    قال نعم، قال له النبي صلى الله عليه وسلم هو لك وما فيه.
    فقال صفوان عندها : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
    لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب أن يصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه.
    فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض من الناس؟
    حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرم والإنفاق.
    الوسيلة التاسعة : إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم :
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	306384_177535192322787_100001989226882_400939_863412139_n.jpg
المشاهدات:	35
الحجـــم:	63.9 كيلوبايت
الرقم:	1395
    فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمن حولك
    وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم، فتحلل بعقلك
    التصرفات ويذهب بك كل مذهب، واسمع لقول المتنبي:
    إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه …… وصدق ما يعتاده من توهمعود نفسك على
    الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك ( المؤمن يطلب معاذير إخوانه،
    والمنافق يطلب عثراتهم ).
    الوسيلة العاشرة : أعلن المحبة والمودة للآخرين :
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	cxvcvcvc.jpg
المشاهدات:	34
الحجـــم:	71.4 كيلوبايت
الرقم:	1396
    فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيبالقلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب أحدكم صاحبهفليأته في منزله فليخبره أنه يحبه )
    كما في صحيح الجامع، وزاد في رواية مرسلة ( فإنه أبقى في الألفة وأثبت في
    المودة)، لكن بشرط أن تكون المحبة لله، وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب
    والمال، والشهرة والوسامة والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم
    القيامة عداء (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).

    والمرء مع من أحب كما قال صلى الله عليه وسلم - يعني يوم القيامة -، إذا
    فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرقِ للتأثير على القلوب. فإما مجتمع مليء
    بالحب والإخاء والائتلاف، أو مجتمع مليء بالفرقة والتناحر والاختلاف، لذلك
    حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمع متحاب فآخى بين المهاجرين
    والأنصار، حتى عرف أن فلانا صاحب فلان، وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيين في
    قبر واحد بعد استشهادهما في إحدى الغزوات.، بل أكد صلى الله عليه وسلم على
    وسائل نشر هذه المحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه (لا تدخلوا
    الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه
    تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) كما في مسلم.
    وللأسف، فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض ، فهناك من
    يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف، وهناك من
    يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصل لدرجة العشق والإعجاب والتعلق
    بالأشخاص. والموازنة بين العقل والعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وهو
    مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.
    الوسيلة الحادي عشر: المداراة :
    فهل تحسن فن المداراة؟
    وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة؟
    روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن رجلا استأذن على النبي
    صلى الله عليه وسلم، فلما راءه قال بئس أخو العشيرة، فلما جلس تطلق النبي
    صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل، قالت له عائشة
    يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه،
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إن شر
    الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجر في
    الفتح (وهذا الحديث أصل في المداراة) ونقل قول القرطبي ( والفرق بين
    المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما
    معا، وهي مباحة وربما استحبت، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا ).
    إذا فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة، أولاً
    اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل في مداراتهم كسباً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في
    الدين، وإنما في أمور الدنيا فقط، وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة
    فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك؟ كالتلطف والاعتذار والبشاشة والثناء على
    الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
    قال ( مداراة الناس صدقة ) أخرجه الطبراني وابن
    السني، وقال ابن بطال ( المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس،
    وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة)
    من تعلم العلم وعلمه أورثه الله علم ما لا يعلم

  4. #14
    عضو مؤسس الصورة الرمزية الموافي الإمام
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    القيصرية/المحلة الكبرى/غربية
    المشاركات
    8,538
    مجهود كبير
    في
    موضوع رائع
    جزاك الله كل خير
    وجعله في ميزان حسناتك

    شكرا جزيلا لك
    جندي متطوع لنشر ثقافة جودة التعليم
    yes we act
    إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
    وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي
    اللهم زدني علما وقلبا حافظا ولسانا ذاكرا وحكمة منك وسترا في الدنيا والآخرة وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
    مع خالص حبى واحترامى واعتزازى بصداقتكم الغالية
    الموافي الإمام الموافي
    مدرس أول رياضيات

  5. #15
    عضو فعال الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    387
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الموافي الإمام مشاهدة المشاركة
    مجهود كبير
    في
    موضوع رائع
    جزاك الله كل خير
    وجعله في ميزان حسناتك
    شكرا جزيلا لك
    أخى الفاضل الأستاذ الموافى
    نشكر مرورك الكريم وثنائك على الموضوع
    تقبل خالص شكرى وتحياتى

    من تعلم العلم وعلمه أورثه الله علم ما لا يعلم

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. حوار المراجعيين حول زيارة الاستكمال
    بواسطة محمد غمرى محمد في المنتدى المراجعون الخارجيون (التعليم قبل الجامعي)
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 01-06-2012, 03:26 PM
  2. حوار مع أمى
    بواسطة محمد حسن ضبعون في المنتدى الإستراحة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 29-03-2012, 02:24 PM
  3. رئيس «تعليم الشعب»: تعديل قانون الجامعات سيتم عبر حوار مجتمعى
    بواسطة محمود حماد في المنتدى أخبار مؤسسات التعليم العالي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-03-2012, 09:49 AM
  4. حوار هام مع الدكتور مجدى قاسم
    بواسطة صلاح نافع في المنتدى قضايا تعليمية بين الطرح والحل
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 31-12-2011, 01:38 PM
  5. حوار ثلاثيّ الأبعاد ... مقالة بقلم نبيل حزين
    بواسطة نبيل حامد حزين في المنتدى قضايا تعليمية بين الطرح والحل
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-01-2011, 11:45 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
مُنتديَات الجَودة العَرَبيّة
أكاديمية الجودة تعود إليكم في شكل جديد وإسم جديد
منتديات الجودة العربية - www.arquality.com - ملتقى خبراء الجودة في الوطن العربي
إنضم إلينا