المعلم وعربة الفول


كلنا يعرف تمام المعرفة قيمة ، وأهمية الفول بالنسبة للدول العربية والأجنبية على السواء ، فقد بدأت الكثير من الدول الأوربية تضعه ضمن أجندتها الغذائية لقيمته الغذائية العالية ، وتبتكر الكثير من الدول فى تغليفه ، وتعليبه للاحتفاظ بمكوناته العالية القيمة ، وبدأ خبراء التغذية يصفونه بأنه ليس للإفطار فقط بل هو وجبة غذائية كاملة للإفطار، والغذاء، والعشاء . ولكن ما نتحدث فيه هو عربة الفول المنتشرة الآن فى كل ربوع مصر ، ويلتف حولها الكثير من الأفراد الرجال ، والنساء، والأطفال، والشيوخ ، ويأكلون حولها واقفين . على الرغم مما يعرفونه أنها تتضمن العديد من مشاكل الصحة المتعلقة بالتلوث، والأطباق التى يتم التعامل معها فى وعاء ( جردل ) واحد فقط به مياه متسخة من أطباق سابقة وهكذا . وبصرف النظر عن هذا أيضاً فمشكلتنا اليوم ليست فى الصحة والتلوث فسأترك ذلك لأهله ، وإنما أرى يومياً الكثير من المعلمين والمعلمات يلتفون حول هذه العربة ، ويُقلدهم الأطفال فى المدارس فى هذا الصدد .
وأتساءل هل تصرفات المعلم خارج المدرسة ملكٌ له ؟ أحسب أن المعلم طالما اقتضى أن يمتهن مهنة التعليم فهو ليس حراً فى تصرفاته حتى خارج نطاق المدرسة أو داخلها، فمظهره الحضارى ،وسلوكه المتمدن جزء من شخصيته . فكيف يدخل الفصل بعد أن شاهده طلابه، وهو يقف يتناول إفطاره على عربه فول ملوثة ؟!!!!!! أو كيف يقف فى الشارع ،ويأكل وسط الجمهور ؟!!!!!
لم تكن هذه هى الحضارة المصرية قبل عشر سنوات . فكان الإنسان المصرى حريص على كل شئ مظهره ، ونظافته ، وطريقة تناوله الطعام ، والوقت الذى يأكل فيه . فهذه اللامبالاة والاستهتار من قبل المعلمين والمعلمات بمتطلبات، ومستلزمات المهنة يجعل مهنة التعليم فى خطر حقيقى . سلوك المعلم خارج المدرسة جزء من شخصيته ، فلا يخلع مهنة التدريس قبل وبعد الذهاب إلى المدرسة ، فهو قدوة ورسول العلم طوال الوقت ، فكيف يكون رسول العلم واقفاً على عربة فول فى الصباح أو بعد المدرسة، ويتناول فطوره أو غذاءه بشكل مستفز ينم عن عدم تحضر حقيقى .
ونحن من خلال yes we act نقول لا للمبالاة والاستهتار بقواعد ، وأخلاقيات ومتطلبات مهنة التعليم . فإذا أردت أن يحترمك الآخرين ، فإبدأواعزيزى المعلم وعزيزتى المعلمة بإحترام ذواتكم ، وصيانتها من خلال اتباع السلوكيات المتحضرة التى تنم عن أنكم تشغلون مهنة رفيعة المستوى ألا وهى مهنة التعليم .