زيارة المتابعة ممتعة !! غير أنها مجهدة جدا !!
فأنت حين تذهب لتلك الزيارة لا يكون معك مؤن ولا عتاد تبني عليه خطة الزيارة , وإنما تلقي بك الهيئة في مهب الريح وعليك أن تسبح في الهواء صانعا لنفسك أجنحة من الشواهد والأدلة كي تؤدي مهمتك بنجاح .
أولا زيارة المتابعة تحتاج لخبرة عالية في مجال المراجعة لأنك أمام مؤسسة حصلت علي الاعتماد أي حققت جميع المعايير اللازمة لتحقيق الجودة وعليك أن تمحّص عن مدي استمرار المؤسسة في تحقيق تلك المعايير الحاكمة خاصة وإن كان تقرير الهيئة النهائي أو تقرير المؤسسة الدوري لا يحتوي علي نقاط ضعف أو خطط تحسين .
ثانيا : لقد وضعت الهيئة معايير حاكمة جامعة مانعة لملمت بها خلاصة المجالات في بوتقة مركزة تحتاج إلي تحليل وتقويم وفك وتركيب وتوزيع وانتشار وعليك أن تقوم بهذه المهمة في ساعات محدودة من نهاري يومي الزيارة !!
ثالثا : تمنحك الهيئة ثلاث إصدارات للحكم علي المؤسسة هي .
1- تقرير المتابعة وهو إصدار حديث ومحكم .
2- أداة المتابع وهو أيضا إصدار حديث يشبه إلي حد كبير ملف عضو المراجعة ولكنه مختص بالمعايير الحاكمة للمجالات الخمسة وهي القيادة والحوكمة والموارد البشرية والمادية وضمان الجودة والمساءلة والمتعلم والمعلم , وعلي الرغم من أنها خمس مجالات إلا أن معاييرها تصول وتجول في كافة المجالات التسعة .
3- ملف دليل المتابع وهو إصدار قديم عليك أن تستخرج منه ملحق أدوات جمع البيانات والذي لا يتسق مع ملف أداة المتابع حيث أن الممارسات مختلفة تماما في الملفين ولكي تنسق بينهما وتستخلص الشواهد والأدلة , عليك ببذل جهد مضني وهذه نقطة ضعف يجب أن تؤخذ علي مسئولي الهيئة الذين لم يعدلوا ملف أدوات المتابع كي يتسق مع ملف أداة المتابع !!.
رابعا : لم توفر لك الهيئة من الملف الإليكتروني للمؤسسة سوي التقدير الكمي وصورة من تقرير المراجعة لسنة الاعتماد , وهذان التقريران طبعا لا يشتملا علي الجداول والإحصائيات وقواعد الأمن والسلامة ولا خطط التحسين اللازمة لعمل المقارنة الموضوعية بين سنة الزيارة وسنة الاعتماد , وبالتالي عليك أن تطالب المؤسسة بتوفير كافة الملفات والإحصاءات والسجلات الخاصة بسنة الاعتماد كي تستخلص منها أدوات المقارنة بين السنتين من حيث الثبات أو الانخفاض أو النمو , وكان الأحري أن توفر الهيئة للمتابع صورة من ملف الاعتماد وصورة من تقرير نقاط القوة والضعف لاشتمالهما علي معظم عناصر أوجه المقارنة .
خامسا : اليومين غير كافيين علي الاطلاق لانجاز تلك المهمة الشاقة وعليك أن تتفرغ يومين تاليين لتجميع ملفاتك الخاصة بالزياة .
ولكن بعد أن تنتهي من هذا الجهد المضني وتسلم ملفاتك بعد جهد مضني أيضا تشعر بمتعة حقيقية علي إنجاز تلك المهمة الصعبة .
تمنياتي لكل الأحباب بالتوفيق .
أسامة الشريف
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)