التاجر في رئاسة الجمهورية
يعرض كل شيء للبيع أو الإيجار

وما أن قرأ الشاعر والسياسي والكاتب عبدالرحمن يوسف عبارة رجل مال وأعمال عن خيرت، حتى وجدها فرصة جميلة ليصيح في وجه الإخوان في نفس 'اليوم السابع' قائلاً: 'التاجر الشاطر دائماً ينظر لمصلحته، قوانين السوق الآن لم يعد فيها قيم تتعلق بربح الآخرين كما كان في الماضي بل كل يعمل لحساب نفسه، وليهلك الآخرون. المشكلة كبيرة حين يتحول التاجر - حتى لو كان شاطراً - إلى رئيس جمهورية، ستجد حينها كل شيء معروضاً للبيع أو الإيجار، المصالح عند رئيس الجمهورية الذي يسعى للحكم الرشيد، فهي أمر آخر مختلف تماماً، فهي مزيج من الكرامة والقوة الناعمة والمصالح العليا للأمن القومي، إنها مصالح كلية للأمة بكل أجيالها الحالية والآتية ليست 'بيعة' أو صفقة يدا بيد، إن ترشح التاجر 'خيرت الشاطر' في هذا الوقت صفقة ولكنها صفقة خاسرة، ولا شك أنها قد تربك المشهد، وإرباك المشهد مقصود من هذا الترشح'.

خيرت الشاطر تعوّد الهروب لا المواجهة

إن السيد التاجر 'خيرت الشاطر' مرشح مجهول لا يعرفه أحد، وترشحه أمر غريب لأنه تعود دائماً على الهروب لا المواجهة ومن رشحه لم يكن متحمساً لترشيحه، وانقسام مجلس شورى الإخوان إلى 52 صوتاً ضد الترشيح، و56 صوتاً مع الترشيح، لا شك أنه سينعكس على أمرين:
الأول: حماس الجماعة للعمل من أجل هذا المرشح الذي لم يتحمس مجلس الشورى للوقوف خلفه، بل انقسم المجلس نصفين، ولا شك أن قواعد الجماعة ستنقسم بنفس الطريقة، ترشح التاجر الشاطر لن يؤثر على أصوات السيد عمرو موسى ولن يؤثر على أصوات الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، لذلك هي صفقة خاسرة، لأن من أهم مقاصد هذا الترشح التأثير على فرص أبو الفتوح، العقدة التاريخية في ذهن التاجر قليل الجاذبية بالنسبة لقواعد الجماعة، فهو يغار ممن يملكون الكاريزما التي لا يملك من أمثال أبو الفتوح وعصام العريان.
لقد آن الأوان لهذه الجماعة أن تحترم تاريخها وأن تسترد نفسها من قيادتها التي اختطفتها من سعة مبادىء حسن البنا، إلى ضيق مصالح النظام الخاص حتى أصبحت الجماعة تقايض مصالح الأمة كلها في صفقات تجارية'.