Take home exam


التحقت منذ عامين بإحدى الجامعات الأوربية ، والتى لها فرع فى مصر ، لدراسة دبلوم متقدم فى الترجمة ، فوجدت معظم الاختبارات التى تعقد تعتمد على حل الامتحانات فى المنزل ، وعندما كنت غير متعودة فى تعليمنا على ذلك فإندهشت، وقلت أنا ناجحة ناجحة بالتأكيد لأننى سأحل الامتحان بالمنزل، وسأفتح الكتاب ، أو من الممكن أن يساعدنى أحد فى حل الامتحان . كما أننا لا نسلم الامتحان باليد بل عبر الإيميل ، وأيضاً بعد أسبوع أو عشرة أيام، وليس بعد ساعة أو ساعتين كما يحدث فى مجتمعنا . فوجدت نفسى فى غاية السعادة لأننى معى وقت ، والأمر سهل سأفتح الكتاب أو سيساعدنى أحد . وكعادتنا أننا نترك كل شئ لآخر وقت ، والاستسهال فى الكثير من الأمور، ففى أول امتحان لى منذ عامين مر أسبوع دون أن أقرأ ما فى الامتحان ، وبقى ثلاثة أيام لتسليمه ، وعندما قرأت الامتحان وجدت نفسى مصدومة جداً لصعوبة الامتحان ، وانه بحاجة إلى أن عشرة أيام لحله فعلاً ، فضلاً عن أنه لكى يتم حله لابد من قراءة أربعة كتب على الأقل ، كما أنه يعتمد بشكل كبير على وجهة النظر الحرة ، ومشاركتى فى المحاضرات التى تُعقد ، ولا يمكن أن يساعدنى أحد فيه ، فجلست ثلاثة أيام لا أتحرك من مكانى للإجابة على الامتحان الذى أدهشنى أسلوبه فى التكوين المهنى والمهارى والعلمى والوجدانى أيضاً . والحمد لله نجحت فيه، ولكن تعلمت أننى لا أستهين بشئ على الإطلاق ، وما هو مقرراً عمله فى عشر أيام سيستغرق هذا الوقت بالضرورة .
ما أدهشنى حقاً هو درجة الثقة فى واضعى الامتحانات أن ما سنجاوب عليه هو مجهودنا الشخصى فعلاً ، ومستوانا الحقيقى على الرغم من أن الاختبار منزلى ، الفكرة ممتازة وتشعرك بأنك باحث ، وتعطيك تحدى وتقتل الضغط النفسى والمعنوى الذى نشعر به فى الامتحانات التقليدية القائمة على تحصيل الجانب المعرفى وحده فى الذاكرة والحفظ ، فثلاثة ساعات امتحان غير كافية بالمرة لقياس حصاد أربعة شهور عمل . كما أننا أخذنا ثلاثة امتحانات منزلية بنفس المستوى ، ولكنها متدرجة فى الصعوبة ،ودرجة النضج ثم تم تقييمنا نهائياً بإختبار شغوى يعتمد عما قمنا بفعله فى الامتحانات المنزلية .
عمل شاق لكن ممتع ومحفز على الإبداع فى الوقت ذاته ،وتجد نفسك حريص على التفوق، والإنجاز مهما كان صعوبة الامتحان . لأن عنصر الضغط قد تم إزالته فأبرزت أفضل ما عندك من طاقات وإبداعات .
يا ليتنا نطور التعليم بهذا الشكل ،ونثق فى طاقات المتعلمين الإبداعية . ونحن من خلال yes we act نشجع على هذا النوع من التقويم التكوينى الهادف والمحفز على إنطلاق الطاقات والإبداعات .