التخطيط لمستقبل جودة التعليم( الحلقة44 )
تحسين الممارسات داخل المنظومة التعليمية (18)
تابع تحسين الممارسات داخل المرحلة الإعدادية
تحدثنا فى الحلقة السابقة عن المتعلم ، والآن سنتحدث عن استراتيجيات التدريس
كلنا يعرف أن طفل الإنترنت لم تعد تفلح معه الأساليب التقليدية فى التعليم ، ومن ثم فأصبحت التكنولوجيا كوسيلة للتدريس عاملاً أساسياً لتحقيق أهداف التعليم ، فى كافة المراحل التعليمية لاسيما المرحلة الإعدادية .
ولكن كيف نستخدم التكنولوجيا كاستراتيجية للتدريس ؟
يعتقد بعض المعلمين أنه عندما يضع محتوى الدرس فى باوربوينت ، وعلى شكل شرائح أنه قد استخدم التكنولوجيا فى العملية التعليمية ، وأنه بهذا أصبح غير ملقناً للدرس . وهذا الأسلوب يستخدمه الكثير من المعلمين فى جميع المراحل التعليمية .
الفكرة ليست فى نقل الدرس من دفتر تحضير الدروس ، ووضعه على جهاز كمبيوتر ، وعرضه من خلال الداتا شو ، فهنا التعليم التلقينى لازال قائماً .
الفكرة فى أنه كيف يبحث المتعلمين من خلال التكنولوجيا عن المعلومة بأنفسهم ، وكيف يتم استخدام المهارات التكنولوجية فى توضيح الأفكار والأمثلة مثل الجرافيك ، والتصميم للرسومات ، والفيديو التعليمى ، وعمليات التمثيل أو المحاكاة التى يدفع المتعلمين كل مصروفهم للعب عليها فى سيبر النت خارج المدرسة ، فلماذا لا نوظف تلك الألعاب التى تنمى الإبداع فى تحويل الدروس ، والمقررات التعليمية إلى عمليات نمذجة ومحاكاة ، مثل أن يجرى المتعلم عملية جراحية بنفسه من خلال الإنترنت ، أو يصمم هيكل عمارة أو طيارة ، أو يزرع حديقة ، أو ينشئ مزرعة حيوانات ، أو يعلم مجموعة من الأميين عبر الإنترنت، أو يؤسس لنادى علمى ، أو منتدى لتأليف القصص ، وهكذا .... ومن خلال العالم الافتراضى ، والتجارب التمثيلية من خلال التكنولوجيا يكتسب المتعلم الكثير من المعلومات لاستكمال ،ونجاح مشروعه العلمى عبر الإنترنت الذى لا يتنازل فيه أبداً عن النجاح، والتفوق المستمر حتى لو كان إنشاء فريق لكرة القدم .
هذا هو الاستخدام الحقيقى للتكنولوجيا داخل الفصل الدراسى سواء بالعمل الفردى للمتعلم أو المشاركة الجميعة بالتعاون مع الزملاء، والمعلم .
العالم الافتراضى قد فرض نفسه بقوة الآن داخل عالمنا الحقيقى ، وأصبح لاعباً رئيساً فى تنمية الإبداع، والتفوق، والتحصيل العلمى، واكتساب المهارات ، كما أنه يلقى تأييداً، وترحيباً من المتعلمين لأنه شيق، ومثير، ولا يبعث على الملل ، والأطفال فى جميع المناطق سواء الغنية أو الفقيرة يهربون من الدراسة من أجل الجلوس للعب على الكمبيوتر ، لذلك فتدريب المعلم على أحدث استراتيجيات التعلم عبر التكنولوجيا يعد عاملاً أساسياً لنجاح العملية التعليمية .
ومن ثم من الضرورى تطويع التكنولوجيا لخدمة أغراض التعليم بشكل إثرائى، وحيوى .
أيضاً من ضمن استراتيجيات التدريس التعلم من خلال مدخل حل المشكلات ، والتعلم القائم على اللعب ، والتعلم القائم على مشاركة الأقران ، والتعلم القائم على مدخل الكفايات ، والتعلم القائم على المحاكاة، والتمثيل ، والتعلم التشاركى، والتعاونى ، والتعليم المسرحى ، والتعلم القائم على مدخل القرائية والحكى القصصى ، والتعلم القائم على السيناريوهات المستقبلية ..........................المهم هو استخدام الاستراتيجية المناسبة لطبيعة المرحلة ، ومرحلة التعليم الاعدادى نظراً لأن المتعلم فيها يكون فى شغف مستمر للبحث، واكتشاف العالم من حوله فقد تفلح معه أكثر من استراتيجية للتعلم المهم ألا تبعث على الملل أو تختبر جانب الحفظ ،والتلقين لديه ، ومن المفيد عمل ورش عمل للمعلم ،والمتعلم على استخدام استراتيجيات التدريس تلك قبل البدء فى تطبيقها داخل الفصل .
إلى اللقاء فى الحلقة القادمة ، واستكمال الموضوع بإذن الله تعالى .