بالصور.. عم "سعد " يروى لـ "اليوم السابع" حكاية رحيل ولديه غريب فى حريق شركة تصنيع البترول منذ 43 يوما و"بشير" فى حريق النصر للبترول

الإثنين، 16 أبريل 2012 - 16:48

الأب يحمل حفيده

السويس – محمد كمال


لم يكن عم "سعد" يعلم أن القدر يحتفظ له بمفاجأتين يفصلهما 43 يوما فقط، الأولى فى 22 فبراير الماضى عندما فقد ولده غريب، فى حريق شركة السويس لتصنيع البترول، وفى 13 إبريل كان على موعد ليفقد ابنه الآخر "بشير" فى حريق شركة النصر للبترول، وعلى الرغم من أن منزل العائلة مازال يحتفظ بمظاهر الحداد على فقدان "غريب" إلا أنها تجددت مرة أخرى بعد أيام قلائل.

فى منزل العائلة بحيى الكويت، بالسويس يحمل عم سعد، حفيده نجل بشير، ويتذكر آخر لقاء معه قائلا: كان آخر لقاء بيينا يوم الجمعه الماضى، وتم تعيينه فى شركة النصر منذ عام ونصف العام ويعتبر يوم وفاته هو الأسبوع الأول له فى عمل الورادى الذى كان يحارب عليها حتى يتم زيادة راتبه، حيث جلسنا سويا على الغداء يوم الجمعة، وكان سعيد لأنه تمت الموافقة على عمله بالورادى بالشركة، وكانت آخر كلماتى له "ربنا يكرمك ويحفظك".

قال عم سعد، يبلغ بشير من العمر (29 عاما)، ويقيم هو وزوجته وطفلاه "أحمد" (3 سنوات) و"زياد" (7 شهور) فى الدور الثالث بمنزل العائلة، والمفارقة أن شقيقه "غريب" الذى لقى مصرعه فى حريق مشابه منذ أسابيع يسكن فى الشقة المجاورة له – يتوقف عم سعد عن الكلام قليلا ليمسح دموعه قائلا: و"الاثنين راحوا منى".

أيمن الشقيق الأكبر لبشير قال: أصر بشير على أن نتناول وجبة الإفطار سويا صباح السبت وكأن القدر يعيد نفسه مرة أخرى، نفس الطلب صمم عليه أخى "غريب" يوم وفاته، حيث تناولت معه الإفطار وكان معى عدد كبير من قصاصات الكلمات المتقاطعة، التى أجمعها له من الجرائد لأنها كانت هوايته المفضلة.

أما شقيقه يحيى، فقال إن "بشير" حرص على مقابلتى يوم الجمعة بعد صلاة العشاء حتى يرينى تليفونه الجديد، وكان سعيدا جدا بشرائه، مضيفا أن عزاءهم الوحيد أن شقيقيه فى عداد الشهداء، فالأول لقى مصرعه أثناء تأدية عمله فى انفجار شركة تصنيع البترول، أما شقيقه بشير فلقى مصرعه عندما حاول أن يقود الأتوبيس الذى يعمل عليه بعيدا عن تنكات البترول خوفا من أن ينفجر، ولكن القدر كان أسرع منه.


عم سعد يحمل حفيده


غريب قبل مصرعة فى حريق تصنيع البترول


بشير قبل مصرعة بساعات وهو يحمل ولدة

المصدر - اليوم السابع