ان ابن حزم الاندلسي الذى كتب ( طوق الحمامة ) .. قبل اكثر من الف سنة .. لم يفقد كتابه جدته ونضارته الى اليوم .. وتبدو اراؤه حول .. الألف والألاف .. بلغة عصره .. او الحب والمحبين .. بلغة عصرنا .. عصريا تماما
فتشخيصه للحب .. فى جوهره .. مماثل لتشخيصنا :
" الحب .. اعزك الله .. داء عياء وفيه الدواء .. ومقام مستلذ .. وعلة مشتهاة .. لايود سليمها البرء منها
ولا يتمنى عليلها الافاقة " ولنتأمل جمال كل عبارة ودفئها ونزولها منزلها .. والحب " اوله هزل .. واخره جد
دقت معانيه لجلالتها.. عن ان توصف .. فلاتدرك حقيقتها الا بالمعاناة "
وردا على كل من يقف بوجه الحب .. او ينهى عنه .. يضيف ابن حزم : ان الحب ليس بمنكر
فى الديانة .. ولابمحظور فى الشريعة .. اذ القلوب بيد الله عز وجل " وقد احب من الخلفاء المهديين
والراشدين كثير .. ولولا ان حقوقهم على المسلمين واجبة ..لاوردت من اخبارهم فى هذا الشأن غير قليل
يطرح ابن حزم .. فى هذا الكتاب ( طوق الحمامة ) اسئلة حارقة .. مؤرقة .. حول هذا الزائر الغريب
ماهو الحب ؟! .. كيف يولد ؟ .. كيف ينمو ويموت ؟ .. وهل هو مرض ؟ .. وهل نستطيع ان نبرأ منه ؟
وهل هناك اشخاص معرضون اكثر من سواهم لفيروساته ؟
ويتحدث ابن حزم .. حديثا حزينا عن جاريته " نعم " (بكسر النون وفتح العين ) التى ماتت دون العشرين
" كنت اشد الناس كلفا .. واعظمهم حبا بجارية .. لى كانت منى خلد اسمها نعم فجعتنى بها الاقدار
ولقد اقمت بعدها .. سبعة اشهر لا اتجرد من ثيابى .. ولاتفتر لى دمعة عليها "
وهذا يدل على ان ابن حزم .. اصيل فى معدنه .. وعلى كرامات مزروعة فى ذاته ..
سداوى احمد محمد مصطفى