الثقة بالنفس تنبع من الثقة بقدرة الله

كثير من الأفراد يندهشون من بعض الأشخاص على رباطة جأشهم ، وقوة تحملهم وسط أعتى المحن ، والمصائب، والشدائد ، ويستعجبون لأمر هذا الرجل ، أو هذه السيدة ، ويقولون إنه لا يخش من العقاب ، ولا يخاف من الحاكم ، ولا يقدم السبت ، والأحد كى يضمن بقية الأسبوع كما يعتقدون ، ويتداولون مثل تلك الأقاويل .
الفكرة أن هؤلاء الأشخاص أتباع القلوب المؤمنة بقَدر الله ، وقدرته ، لا يخافون شيئاً لا لشئ إلا لأنهم يدركون الله ، ويعملون من أجله فقط ، ويحسنون صنعاً ، ويحترمون أعمالهم ، ويخلصون ليس من أجل هذا أو ذاك ، وإنما لأنهم ينشدون رضا الله ، وعدم سخطه عليهم دوماً ، فلا يترددون لحظة واحدة فى الإخلاص، والتفانى، والعمل المستمر ، أما النتيجة فلا شأن لهم بها هم بذلوا ما فى وسعهم ، ووفقاً لقدراتهم المحدودة كبشر ، واجتهدوا ، ولا ينتظرون الجزاء إلا من رب العباد الذى يُسخِر لهم البشر المخلصين الذين يقدرون قيمة هؤلاء المؤمنين على حق ، وليس ظاهرياً بالقول فحسب .
ومن ثم فهذه الثقة بالنفس من القلوب المؤمنة التى تخش الله ، ليس معناها اللامبالاة أو الغرور ، وإنما هى ثقة زائدة، ولا حدود لها بقدرة الله على العباد ، وانه لا يضيع أجر المؤمنين أبداً .
فهيا جميعاً من خلال yes we act نخلص فى حب الله ، ونثق فيما نفعله ، ونخلص فى أعمالنا ، ونتممها على أكمل وجه ، ونترك النتيجة على الله ، ونثق فى عدله ، وقسطه مع العباد جميعاً .
وكيف نخش ،ونخاف من العباد ،إذاكان دوماً معنا رب العباد؟!!!!!
ونسترشد فى هذا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً فقال:
يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف"