لماذا التميز؟ وكيف نتميز؟
ربما يتساءل البعض لماذا التميز سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أو مستوى المؤسسات؟

وللإجابة على هذا التساؤل المهم علينا أن ندرك أولاً معنى التميز الذي نقصده وطبيعة العصر الذي نعيشه.
الإنتقال من مفهوم الميزة النسبية إلى مفهوم الميزة التنافسية:
لقد مرت سنون كثيرة لنا نعدد فيها مزايانا كأمة عربية أو إسلامية باعتبارها مزايا نسبية فنقول مثلاً نحن أكثر البلاد إعتدالاً، وثروة وتجانساًفي الدين واللغة والتاريخ المشترك.. وغير ذلك.
أي أن الأمر يرجع إلى مجرد الميزة النسبية كأن نقول فلان أطول أو أغنى من فلان. لكن هل يعني ذلك في حد ذاته أفضلية لفلان الأول على فلان الثاني؟
بالطبع لا حيث إن مجرد الميزة النسبية لا تعني ميزة تنافسية أي الأفضلية على المنافسين فربما تكون أقل مالاً لكن لديك كثير من المزايا التنافسية تجعلك أفضل من الأكثر مالاً ويمكن أن تحوله إلى ميزة تنافسية تخدم أهدافك.
تماماً كما هو الحال بالنسبة للثروات الطبيعة الهائلة لدى بعض الدول لكن نجد أن الذي يحولها إلى فائدة له هو من استطاع تحويلها إلى ميزة تنافسية تخدم أهدافه وليس مجرد ميزة نسبية
مثل اليابان كأوضح مثال حيث تفتقر إلى أي مورد طبيعي مثلما هو متوافر لدى كثير من الدول العربية أو غيرها من الدول. لكن اليابان لم تقف عاجزة أمام ذلك وبحثت عن عناصر أخرى للتميز وخاصة فيما يتعلق بأعظم مورد وهو المورد البشري وإنتاجه العقلي والفكري الفذ في ظل نظام إداري متميز مما حول الميزة النسبية لدى الآخرين إلى ميزة تنافسية لليابانيين
أو من يحتاج إليها هم الذين انتجوها أول مرة ويدفعون في سبيل الحصول عليها أضعافاً مضاعفة مقارنة بأسعارها كمواد خام..!
فرد متميز يعني مستقبلاً متميزاً:
وكما هو الحال بالنسبة للأمم والدول فإن الأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة للأفراد.
ففي عصر أصبح يسود فيه مفهوم الميزة التنافسية لم يعد يكفي أي فرد أن يكون مجرد متعلم أو خريج من كلية معينة ولكن أصبح من الضروري أن يتميز الأفراد وأن يبحثوا بجد عن مصادر ومعنيات ووسائل تساعدهم على تحقيق هذا التميز وفي فترة مبكرة من مراحل حياتهم وذلك حتى يجدوا مكاناً متميزاً في الحياة سواء كان هذا المكان يتمثل في وظيفة متميزة في شركة أو مؤسسة متميزة بمرتب متميز يؤدي فيها عملاً متميزاً.
أو المبادرة بعمل مشروع حر متميز يمكِّن الفرد من التواجدالمتميز في دنيا الأعمال.