أظهرت دراسة أجريت حول طرق التعليم في الفصول الدراسية أن إسراف المعلمين في الثناء على جهد الطلبة المتأخرين تعليميا قد يكون سببا في زيادة فرص تعثرهم دراسيا.




وحذرت مؤسسة "ستن تراست" الخيرية التربوية من أن العديد من الاستراتيجيات التي يستخدمها المعلمون لم تظهر لها نتائج إيجابية.
ويمكن للإطراء الشديد على الطالب المقصر أن "يعطيه انطباعا بأنه لا يتوقع منه الكثير".
وقال روبيرت كو من جامعة ديرهام البريطانية إن المعلمين بحاجة ليتعرفوا على "أكثر تلك الطرق فعالية".
وعملت الدراسة التي أجراها كو لصالح مؤسسة ستن تراست على الجمع بين ما يقرب من 200 ورقة بحثية حول الطرق التي تكون فعالة داخل الفصل.
وقامت الدراسة التي تحمل اسم "ما الذي يجعل العملية التعليمية رائعة؟" بتسليط الضوء على ما وصفته بالطرق شائعة الاستخدام غير المدعومة بالأدلة المستمدة من البحوث.
أساطير تعليمية
وخلصت الدراسة إلى أنه وبالرغم من أن المعلمين يعمدون إلى تشجيع الطلبة المقصرين تعليميا من خلال منحهم بعض الثناء، إلا أن ذلك قد يأتي بآثار سلبية عليهم .
وحذرت الدراسة من أن التعاطف الذي يحصل عليه التلميذ أحيانا نتيجة فشله، من المحتمل أن يؤدي إلى أن يعتبر التلميذ هذا التعاطف تقبلا لتقصيره الدراسي.
وعلى العكس من ذلك، ترى الدراسة أن الطلبة المقصرين الذين يواجهون "رد فعل غاضب" إزاء تقصيرهم، لن يكون لديهم مثل هذا الربط بين رد الفعل الإيجابي والأداء السيء.
وفندت الدراسة أيضا فكرة أنه ينبغي أن يوضع الطلبة ضمن مجموعات مختلفة طبقا لقدراتهم، وأضافت أن الفصل بين الطلبة بهذه الطريقة "ينتج عنه اختلاف ضئيل في نتائج عملية التعلم".
كما توصل الباحثون أيضا إلى عاملين رئيسيين يرتبطان بما إذا كان يمكن تحسين نتائج الطلبة، وذلك من حيث جودة التدريس ومعرفة المعلمين بالمواد التي يقومون بتدريسها.



وتضمنت "جودة التدريس" أمورا منها "طرح الأسئلة بشكل فعال" على الطلبة، والاستفادة الجيدة من عملية تقييمهم.
كما تقول الدراسة إن الإلمام الكامل للمعلم بالمادة التخصصية التي يقوم بتدريسها من شأنه أن يكون له تأثير إيجابي على طريقة تحصيل الطالب.
وقال كو: "لا يمكن تحقيق طرق التعليم الرائعة من خلال اتباع طريقة معينة. إلا أن هناك بعض المؤشرات الواضحة في الدراسة إلى أن هناك طرقا من الممكن أن تكون فعالة بصورة كبيرة مع البعض، بينما أنها لا تكون فعالة مع البعض الآخر، بالرغم من شيوعها."
وتابع كو: "المعلمون بحاجة لأن يفهموا السبب ويتعرفوا على الزمن والطريقة التي تمكن أسلوب تعليمي ما أن يحسن من قدرة الطلبة، ومن ثم لأن يمنحوا الوقت والدعم لدمج ذلك الأسلوب ضمن طريقتهم في التعليم."
فيما رحب مديرو المدارس بتركيز الدراسة على الدلائل التي تستند إلى الأبحاث في العملية التعليمية.
وقال مالكوم تروب، نائب الأمين العام لجمعية مديري المدارس والمعاهد في بريطانيا "لوقت طويل، كنا نشجع استخدام الأدلة في التعليم، وتعتبر المعلومات التي يقدمها هذا التقرير خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح."
وعلقت كريستين بلور، رئيسة الاتحاد القومي للمعلمين في بريطانيا قائلة "يعرف جميع المعلمين آخر الطرق والصيحات التعليمية التي يجري الترويج لها على أنها أحدث "الوسائل" لتطوير عمليتي التعليم والتعلم، إلا أنهم يفاجؤون بعد ذلك بقليل باستبدالها بحلول سحرية أخرى."
وتابعت قائلة: "والحقيقة أن المعلمين أنفسهم هم المتخصصون الذين يعرفون جيدا طلابهم."