القصة على لسان ستيفن كوفي
وهي تجربة له شخصيا والتي اسفرت عن تغيير صورته الذهنية في النظر إلي الإمور
يقول في صباح احد الايام استقليت قطار الانفاق بنيويورككالعادة
وكان الركاب جالسين في سكينة( بعضهم يقرأ الصحف، وبعضهم مستغرق في التفكير، وآخرون مغمضين اعينهم في استرخاء )
وفجأه صعد رجل يصحبه أطفاله الذين سرعان ما ملأ ضجيجهم عربة القطار ونقلها على الفور من حال الى حال.
جلس الرجل الى جانبي، واغلق عينيه كأن شيئا لا يحدث
والاطفال يتبادلون الصياح ويتقاذفون بالاشياء وكان الأمر مثيراً للازعاج
ورغم ذلك استمر الرجل في جلسته الى جواري دون ان يتحرك.
كان من الصعب ان لا اشعر بالضيق، لم اكن اصدق ان يكون على هذا القدر من التبلد والسماح لأبنائه بالركض هكذا دون ضابط، ودون ان يفعل شيئا، متخلياً عن مسئوليته تماماً.
وأخيراً وبقدر غير معتاد من الصبر وضبط النفس إلتفتُ الى الرجل وقلت له " إن اطفالك يا سيدي يسببون ازعاجاً للكثير من الناس، وإني لأعجب كيف لم تستطع كبح جماحهم أكثر من ذلك؟"
فتح الرجل عينيه كما لو كان يعي الموقف للمرة الاولى وقال في لطف "نعم، إنك على حق، يبدوا أنه يتعين عليَّ أن افعل شيئاً إزاء هذا الأمر. لقد قدمنا لتونا من المستشفى حيث لفظت والدتهم أنفاسها الأخيرة منذ ساعه واحدة.
إنني عاجز عن التفكير، وأظن أنهم لا يدرون كيف يواجهون الموقف أيضاً".
يقول كوفي:
هل لكم أن تتخيلوا شعوري حينئذٍ؟
لقد حدث تغيير للصورة الذهنية.
رأيت الأمور مختلفة فجأه، ونظراً لأنني رأيت بصورة مختلفة
فقد فكرت بصورة مختلفة ايضاً
واحسست بصورة مختلفة
وتصرفت بصورة مختلفة
لقد انطفأ غضبي.
لم أعد أعبأ بالتحكم في توجهي أو في سلوكي ، وامتلأ قلبي بآلام الرجل، وتدفقت مشاعر التعاطف والتراحم دون قيود.
وقلت له "هل ماتت زوجتك للتو؟
إنني آسف، هل يمكنني المساعدة؟"
لقد تغير كل شيء في لحظة