حصةُ نحوٍ عربىّ
للشاعـر : محمد رشدى عبد الباسط
المنيا - مصر
دخلَ الأستاذُ الفصلَ
وفى يَدِهِ صحفٌ يوميةْ
تحملُ عنوانَاً أبديَّاً
عن أرضِ القدسِ المسلوبةِ
كانتْ حصةُ نحوٍ
سجَّلَ تاريخاً أعلى السبورةِ
بعدَ البسملةِ العظمَى
كتبَ الأستاذُ سؤالاً فى النحوِ العربىِّ
أيمكنُنَا رفعُ الأحقادِ بغيرِ الضمّةِ ؟
قالَ الطفلُ :
بأيدِينَا سيسودُ الحبُّ مدينتَنَا
ونوارِى الحقدَ بعيداً
فى الصحراءِ الكبرَى
كتبَ الأستاذُ سؤالاً آخرَ
فى النحوِ العربىِّ
متَى يُجدِى نصبُ الأفكارِ المُثلى
تِمثَالاً فى ميدانِ الإنسانيهْ ؟
- منْ منكمْ يشرحُ هذا الأمرَ ؟
- أنَا يا أستاذِى ..
قالَ الطفلُ النابهُ :
الأفكارُ المُثْلَى
ليستْ تمثالاً يا أستاذِى
يُنْصَبُ بالفتحِ المعهودِ
ففى بيتِى أتعلَّمُ صدقاً
أحفظُ فى نفسِى قيماً عليا
أهديها للزملاءِ زهوراً
كلّ صباحْ ..
كتبَ الأستاذُ سؤالاً آخرَ
فى النحوِ العربىِّ
أيمكنُنَا جرُ الأعداءِ
لشنقِ الروحِ العدوانيةِ ؟
قالَ الطفلُ :
كثيراً يا أستاذِى
نسمعُ بالمذياعِ عن الصفِّ العربىِّ الواحد ِ
والحلمِ الواحدْ
لم نسمعْ عن صدعٍ عربىٍّ واسعْ
فى جدرانِ الأمةِ
فى الجيلِ الآتِى ..
قالَ الأستاذُ : وهذا حالُ النحوِ . . .
يدقُّ الناقوسُ الأثرىُّ أنيناً
والتصفيقُ يدومُ
فيصمتُ أستاذُ النحوِ العربىِّ
ويرحلُ بالصحفِ اليوميَّهْ ...
* * *
مواقع النشر (المفضلة)