مع كل الحق

صلاح هذه الأمة واستقامتها بصلاح هذه الشرائح الثلاثة: الحكام، والعلماء، والعامة، وفسادها بفسادها كلها أوبعضها.
قال تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"12، وقال: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ"13
المسؤولية في الإسلام تضامنية، والوضع المأساوي الذي تعيشه الأمة في هذا العصر هو نتاج تقصير جميع شرائح المجتمع، حكاماً، وعلماء، ومحكومين، مع تفاوت بينهم، ولهذا لا ينبغي للرعية أن تحمل ولاة الأمر من العلماء والحكام كل المسؤولية، وتبرئ نفسها من ذلك، ولا ينبغي كذلك لولاة الأمر من العلماء والحكام أن يرموا باللائمة كلها على الرعية، رافعين في وجوههم: "كما تكونوا يولَّ عليكم، عمالكم أعمالكم"، لأن الجميع راع وهو مسؤول نوع مسؤولية، مع يقيننا التام أن مسؤولية ولاة الأمر من الحكام والعلماء تفوق مسؤولية العامة.