مبارك
لن أفارق مصر حتي يواريني ترابها
لا رجعة عن تعهدات الإصلاح ودماء الشهداء لن تضيع هدراً
سأحاسب من أجرموا في حق شبابنا بأقسي أحكام القانون
الأخطاء واردة في أي نظام سياسي وأي دولة والمهم الاعتراف بها وتصحيحها
الأمر الآن متعلق بمصر لا بشخص حسني مبارك وعلينا أن نواصل الحوار الوطني

وجه الرئيس حسني مبارك الليلة الماضية كلمة إلي الأمة أكد فيها أن دماء الشهداء والجرحي لن تضيع هدراًوفيما يلي نص كلمة الرئيس مبارك..
الإخوة المواطنون..
الأبناء شباب مصر وشاباتها..
أتوجه بحديثي اليوم لشباب مصر.. بميدان التحرير.. وعلي اتساع أرضها. أتوجه إليكم جميعا بحديث من القلب.. حديث الأب لأبنائه وبناته.. أقول لكم إنني اعتز بكم رمزا لجيل مصري جديد.. يدعو إلي التغيير إلي الأفضل ويتمسك به.. ويحلم بالمستقبل ويصنعه.
أقول لكم قبل كل شيء.. ان دماء شهدائكم وجرحاكم.. لن تضيع هدراً.. وأؤكد أنني لن أتهاون في معاقبة المتسببين عنها.. بكل الشدة والحسم.. وسأحاسب الذين أجرموا في حق شبابنا..بأقسي ما تقرره أحكام القانون من عقوبات رادعة.. وأقول لعائلات هؤلاء الضحايا الابرياء.. إنني تألمت كل الألم من أجلهم.. مثلما تألمتم.. وأوجع قلبي ما حدث لهم.. كما أوجع قلوبكم.
أقول لكم.. إن استجابتي لصوتكم ورسالتكم ومطالبكم.. هو التزام لا رجعة فيه.. وانني عازم كل العزم علي الوفاء بما تعهدت به.. بكل الجدية والصدق.. وحريص كل الحرص علي تنفيذه.. دون ارتداد أو عودة إلي الوراء.
إن هذا الالتزام ينطلق من اقتناع أكيد.. بصدق ونقاء نواياكم وتحرككم.. وبأن مطالبكم هي مطالب عادلة ومشروعة.. فالأخطاء واردة في أي نظام سياسي.. وفي أي دولة.. لكن المهم هو الاعتراف بها.. وتصحيحها في أسرع وقت.. ومحاسبة مرتكبيها. واقول لكم إنني كرئيس للجمهورية لا أجد حرجا أو غضاضة ابدا.. في الاستماع لشباب بلادي والتجاوب معه.. لكن الحرج كل الحرج.. والعيب كل العيب.. وما لم ولن أقبله ابدا.. ان استمع لإملاءات أجنبية تأتي من الخارج.. أيا كان مصدرها.. وأيا كانت ذرائعها أو مبرراتها.

الأبناء شباب مصر..
الإخوة المواطنون..
لقد أعلنت بعبارات لا تحتمل الجدل أو التأويل.. عدم ترشحي للانتخابات الرئاسية المقبلة.. مكتفيا بما قدمته من عطاء للوطن.. لأكثر من ستين عاما.. في سنوات الحرب والسلام.
أعلنت تمسكي بذلك.. وأعلنت تمسكا مماثلا وبذات القدر.. بالمضي في النهوض بمسئوليتي.. في حماية الدستور ومصالح الشعب.. حتي يتم تسليم السلطة والمسئولية.. لمن يختاره الناخبون شهر سبتمبر المقبل.. في انتخابات حرة ونزيهة.. نوفر لها ضمانات الحرية والنزاهة.. فذلك هو القسم الذي أقسمته امام الله والوطن.. وسوف أحافظ عليه.. حتي نبلغ بمصر وشعبها.. بر الأمان.
لقد طرحت رؤية محددة للخروج من الأزمة الراهنة.. ولتحقيق ما دعا اليه الشباب والمواطنون.. بما يحترم الشرعية الدستورية ولا يقوضها.. وعلي نحو يحقق استقرار مجتمعنا ومطالب ابنائه.. ويطرح في ذات الوقت اطارا متفقا عليه للانتقال السلمي للسلطة.. من خلال حوار مسئول بين كافة قوي المجتمع.. وبأقصي قدر من الصدق والشفافية.
طرحت هذه الرؤية.. ملتزما بمسئوليتي في الخروج بالوطن من هذه الاوقات العصيبة.. وأتابع المضي في تحقيقها أولا بأول.. بل ساعة بساعة.. متطلعا لدعم ومساندة كل حريص علي مصر وشعبها.. كي ننجح في تحويلها لواقع ملموس.. وفق توافق وطني عريض ومتسع القاعدة.. تسهر علي ضمان تنفيذه قواتنا المسلحة الباسلة.
لقد بدأنا بالفعل حوارا وطنيا بناء.. يضم شباب مصر الذين قادوا الدعوة الي التغيير.. وكافة القوي السياسية.. ولقد أسفر هذا الحوار عن توافق مبدئي في الآراء والمواقف.. يضع اقدامنا علي بداية الطريق الصحيح للخروج من الأزمة.. ويتعين مواصلته للانتقال به من الخطوط العريضة لما تم الاتفاق عليه.. إلي خريطة طريق واضحة وبجدول زمني محدد.. نمضي يوما بعد يوم علي طريق الانتقال السلمي للسلطة.. من الآن وحتي سبتمبر المقبل.
إن هذا الحوار الوطني قد تلاقي حول تشكيل "لجنة دستورية".. تتولي دراسة التعديلات المطلوبة في الدستور.. وما تقتضيه من تعديلات تشريعية كما تلاقي حول تشكيل "لجنة للمتابعة".. تتولي متابعة التنفيذ الامين لما تعهدت به أمام الشعب. ولقد حرصت علي أن يأتي تشكيل كلتا اللجنتين.. من الشخصيات المصرية المشهود لها بالاستقلال والتجرد.. ومن فقهاء القانون الدستوري ورجال القضاء.
تابــــــــــــــــــع