المُعلمة تعلم بالحب

هل يمكن أن نعلم التلاميذ بالحب .

يرويها إريك بتروورث

كان علي أحد اساتذة الجامعة المتخصصين في علم الاجتماع الذهاب إلي أحد الأحياء الفقيرة جداً لبحث تنشئة و ظروف مائتي شاب ، و طلب من كل واحد منهم كتابة تقييم لمستقبله . و في كل الحالات قام الطلاب بكتابة هذه العبارة ( لم يحالفه الحظ) .
و بعد مرور خمس و عشرين عاماً قام أستاذ أخر بمراجعة الدراسة , و كلف الطلاب الذين يحاضرهم بمتابعة المشروع لمعرفة ما حدث لهؤلاء الشباب و باستثناء العشرين شاباً الذين قد انتقلوا إلي مقر آخر أو وافتهم المنيه ،
علم الطلاب أن مائة و ستية و سبعين من العدد الأصلي لهؤلاء الشباب المائة و الثمانين قد استطاعوا تحقيق النجاح الباهر في عملهم كرجال قانون و أطباء و رجال أعمال .
و ذلك بدوره أذهل الأستاذ الجامعي مما جعله يتخذ قراراً بالسعي وراء هذا الموضوع للإلمام بكل ما يخصه . و لحسن الظالع كان جميع هؤلاء الشباب في منطقه سكنية واحدة ، و استطاع أن يسأل كلا منهم ( كيف استطاع تحقيق هذا النجاح؟) و في كل مرة تكون الإجابة بكل حماس ( كانت هناك المعلمة القديرة)
و كانت هذه المعلمة لا تزال علي قيد الحياة ، لذلك ذهب إليها الأستاذ و سأل تلك السيدة اليقظة النشيطة رغم كبر سنها عن الوصفة السحرية التي استخدمتها لإنتشال هؤلاء الشباب من الأحياء الفقيرة إلي النجاحات الرائعة و المراكز المرموقة التي وصلوا إليها
أشرق وجه المعلمة و ارتسمت علي شفتيها إبتسامة عريضة ، و هي تقول : (( إن الأمر في منتهى البساطة ، فقد أحببت هؤلاء الطلاب )) .