خلل في التطبيق
لا زالت هناك فجوة كبيرة بين الممارسات في أرض الواقع والإطار النظري في تطبيق نواتج التعلم , والغريب أنه عندما نسأل المدربين تكون إجاباتهم غير مقنعة .
كيف ؟ .
في ملف تقويم نواتج التعلم تقوم أسس التقويم علي المجالات الثلاثة لنواتج التعلم وهي المجال المعرفي والمهاري والوجداني , ويكتسب المجال المعرفي بما يحققه المتعلم من مستويات المعرفة كالتذكر والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم ويتم قياس هذا المجال بالإختبارات التحريرية والشفهية .
ويكتسب المجال المهاري بما يحققه المتعلم من انجازات حركية ونفسية مثل الإدراك الحسي والاستعداد والاستجابة الموجهة أو المعقدة والآلية والتكيف والإبداع ويقاس هذا المجال ببطاقات ملاحظة وممارسات تطبيقية ومحاكاة ومواقف حياتيةوتكليفات .
ويكتسب المجال الوجداني بما يحققه المتعلم من تقبل واستجابة وتقويم والتزام وما يكتسبه من قيم ومبادئ ويقاس هذا المجال ببطاقات ملاحظة ومقابلات وتكليفات .
ولا تتحقق نواتج التعلم لدي المتعلم إلا بتحقق المجالات الثلاثة ولكي تتحقق المجالات الثلاثة وضعت الهيئة ملف لتقويم نواتج التعلم ووضعت آلية لمتابعة تحقيق كل مجال وحددت مؤشرات لكل مجال ووفرت أدوات لقياس هذه النواتج وقسمتها ما بين المستوي الأول والمستوي الرابع , بحيث يتم عمل خطط علاجية للمستويين الأول والثاني وهي التي لم تحقق نسبة الـ65 % والتي تمثل الحد الأدني لتحقيق الجودة , ووضعت للمستوي الثالث خططا لرفع الكفاءة , بينما وضعت خططا إثرائية للمستوي الرابع .
ومن خلال هذه المنظومة يتبين أنه لقياس مدي تحقق نواتج التعلم يجب أن نبحث عن الدرجات التي يحصل عليها المتعلم في الاختبارات الفترية والمنتهية علي مدار الفصلين الدراسيين وذلك للحكم علي مدي تحقق الجانب المعرفي , بينما لكي نقيس الجانبين الآخرين فلا بد من تقييم ملف إنجاز المتعلم كي نتحقق من التقويمات التحريرية والتي تتلخص في التكليفات التحريرية التي يكلف بها المتعلم من خلال الأنشطة الصفية المرتبطة بالمحتوي الدراسي واختبارات تقويم الأداء الأول والثاني ووضعت لها نسبة 25 % من تقدير النشاط وفق ما حدده القرار 230 والخاص بالتقويم التراكمي الشامل .
والأنشطة اللاصفية المرتبطة بالمواقف والأداءات التي ينجزها المتعلم من خلال ممارسته لأنشطة الإذاعة والمكتبة والكمبيوتر والفنون والتمثيل والجماعات المختلفة للأنشطة والمجالات التطبيقية التي يمارسها المتعلم خلال الفصل الدراسي وقد وضع لها في ملف الإنجاز 20 % من تقدير النشاط .
بينما تم تخصيص نسبة 5% من قيمة الدرجة للمواقف السلوكية والانضباط والالتزام .
وبذلك يكون ملف الإنجاز محتويا علي 50% من التقدير الكلي لنواتج التعلم وهي خاصة بالجانبين المهاري والوجداني , والـ 50 % الأخري خصصت للاختبارات التحصيلية والخاصة بقياس الجانب المعرفي .
وبالتالي فيكون تقويم نواتج التعلم مرتبطا بالمستوي الذي حققه المتعلم في المجالات الثلاث أي لابد من إضافة ال50 % الخاصة بالجانب المعرفي ( الاختبارات التحريرية ) إلي ال50 % الخاصة بالجانب المهاري والوجداني ( ملف الإنجاز ) ليكون التقويم هادفا ومكتملا .
إلا أننا فوجئنا في تعليمات ملفات التقدم الجديدة والتي أصدرتها الهيئة بحساب نسبة نجاح المتعلمين والحاصلين علي 65 % علي أساس نتيجة الامتحان التحريري فقط .
وحين طرحت هذا الموضوع علي أحد نواب السيد رئيس الهيئة كان رده : لأن المعلمين يجاملون المتعلمين في درجات ملف الإنجاز .
فكان ردي طالما أننا نشك في أمانة المعلم فلماذا لا نشكك في أنه سمح للمتعلمين بالغش في الامتحان !!
ولم أجد إجابة مقنعة أو منطقية .
وإنني أتصور الآتي :
إذا اعتمدت الهيئة ملف تقويم نواتج التعلم كمرفق مع ملف التقدم فلا بد أن تعترف بدرجة ملف الإنجاز باعتبارها درجة جوهرية في تقويم نواتج التعلم .
أما الرأي القائل بأن تقويم الجانب المهاري والوجداني يتم عن طريق المقابلة والملاحظة فهذا لن يؤدي إلي قياس حقيقي لهذين المجالين طالما أننا ألغينا التقدير الكمي لهما وهو نسبة الـ 50 % من الدرجة التي يجب أن يحصل عليها المتعلم والتي تلغيها الهيئة !!
وإنني أنتظر الرد من الأستاذة الدكتورة أحلام الباز باعتبارها صاحبة هذا الملف وهي الأقدر علي مناقشة هذا الموضوع حتي تعم الفائدة ويستفيد منه كافة المتعاملين مع هذا الملف سواء كانوا مراجعين أم مؤسسات
مع خالص تقديري
أسامة الشريف .
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)