. إعداد المعلم للتغيرات في أدواره التي فرضتها تحديات العولمة:· أن المعلم لم يعد المصدر الوحيد للمعلومات ولكن تنافسه مصادرأكثر جاذبية للتعلم مثل التلفاز والحاسب الآلي والإنترنت.· أن مهمته تجاه المتعلمين لم تعد مجرد نقل للمعرفة وتلقينالمعلومات ولكن سوف تركز على إثارة دوافع المتعلمين نحو التعلم، وتحديد حاجاتهم منالخبرات، ومتابعة نموهم، وتشخيص جوانب الضعف فيه، ورسم الخطط لعلاجها.· أن اكتساب المتعلم للتعليم الذاتي وحل المشكلات وأساليبالتفكير الإبتكاري وسرعة الاطلاع والاستيعاب، ومتابعة مصادر المعلومات، وحسنالاستفادة منها، والحرص على استثمار أوقات الفراغ، والقدرة على التكيف للمواقفالجديدة، والاستفادة بالتقنية ووسائلها في عملية التعلم، أصبحت في عصر العولمة ذاتأهمية بالغة في عمليتي التعليم والتعلم.· أن تنظيم بيئة وخبرات التعلم وأساليبه وحداثتها، وحسنالاستفادة من التغذية العائدة من البحث العلمي والتقويم المتواصل لنمو المتعلميتعاظم أثرها في عملية التعلم.· أن دور المعلم التربوي ينبغي أن يحتل حيزاً أكبر في مواجهةالغزو التربوي الذي تبثه وسائل الاتصال الحديثة، وما يكتنف عصر العولمة من إهتزازخلقي وتكثيف للنهج الاستهلاكي، وأن على المعلم أن يتعاون مع مؤسسات المجتمع مثلالأسرة والمسجد والتنظيمات الثقافية لأداء هذا الدور بنجاح.17. لكي تسهمكليات إعداد المعلم في إعداده للبحث والتجريب التربوي، ينبغي أن تقود تلك الكلياتحركة تجريب تربوي تستشرف فيها حاجات المتعلمين والمعلمين، وتطور من خلالها برامجهاالخاصة ومناهج التعليم عامة، وتكون مؤسسات لتدريب طلابها على البحث والتجريب فيمجال التربية، كما تكون مجالاً لتوجيه المؤسسات التربوية للتفاعل مع معطيات البيئةالمحلية تفاعلاً بناءً .18.العمل على إحداث التوازن المناسب بين مختلف جوانب برنامج إعداد المعلم بما يحافظعلى التكامل بينها، وبما يؤدي إلى إعداد معلم يمتلك المهارات المختلفة التي تؤهلهلممارسة مهنة التعليم بنجاح في عصر العولمة.ج/ تحـديـات تتـعـلـقبتـنـمـية المـعـلـم إن التحدي الأكبر للمعلم في أثناء الخدمة أنيكون قادراً على مواكبة شتى المتغيرات في عصر يتميز بتسارع الخُطى في العلوموالتقنية التي تُغير الكثير من أنماط الحياة، فيحتاج المعلم إلى مهارات متجددةلملاحقة هذه المتغيرات. مهارات لا تكتسب بالصدفة، ولا يمكن اكتسابها بدراسة برنامجما، بل بدراسة سلسلة متكاملة وشاملة من برامج التنمية المستمرة، التي تعتمد علىالتحطيط العلمي. ولابد لبرامج تنمية المعلم أن تكون منطلقات لتكوين مهارات جديدةلهذا النمو الذي لاغنى له عنه. إن برامج إعداد المعلم مهما كانت على درجة منالجودة لايمكن لها في عصر كعصرنا هذا يحفل بالتطورات والتغيرات المستمرة أن تمدالمعلم بحلول للمشكلات العديدة التي تواجهه، ولا تستطيع أن تسد الفجوة التي يحدثهاالتفجير المعرفي سواء في مجال التخصص العلمي، أو في الجانب التربوي، فالتطوراتالسريعة في مادة التخصص وطرق تدريسها، وفي العلوم التربوية على وجه العموم تحتاجإلى برامج تدريب مستمرة للمعلم ، وتحتاج، بالدرجة الأولى ، إلى تزويده بمقوماتالنمو الذاتي (شوق وسعيد، 1416هـ ـ 1995م). إن من العوامل الأساسية في زيادة كفاءة المعلمرغبته في التعلم باستمرار وقدرته على تحسين مهاراته الذهنية بما يكفل له تقبلالجديد والمحافظة باستمرار على مستوى عال من الكفاءة. ويتطلب هذا تجديد معارفهومهاراته باستمرار، وقد قيل إن 20٪ من وقت المعلم يجب أن يخصص لعملية المتابعة المهنية (رحمة، 1982)،حيث أن المعارف والخبرات في عصر العولمة ما هي إلا بضاعة قابلة للإستهلاك. ولم يعدالآن مقبولاً الاكتفاء بالإعداد الأولي (الأساسي) للمعلم ليكون مؤهلاً لأداء مهمتهطوال حياته المهنية (V. Blackburn & C. Moisan,1999).ولم يعد التدريب في أثناء الخدمة يُنظَرإليه كأسلوب لمعالجة النقص في التدريب الأولي للمعلم، ولكن أصبح يُنْظَر إليه الآنكعملية متواصلة على مدى الحياة المهنية للمعلم وكجزء من تربيته المستمرة. ومن هذاالمنظور يمكن تعريف التدريب في أثناء الخدمة على أنه مجموعة من الفعالياتوالنشاطات التي يمارسها المعلمون من أجل توسيع معارفهم وتحسين مهاراتهم وتقييموتطوير مسارهم المهني (Perron, 1991). وقد أصبح التركيز في الآونة الأخيرة علىألا يكون التدريب في أثناء الخدمة مجرد إعادة لتدريب المعلم. وانطلاقاً من هذاالفهم فإن التدريب في أثناء الخدمة ينبغي أن يكون قادراً على "تمهين المعلمين" ، وتطوير نوعيةوفعالية النظم التربوية وتعزيز سيادة التقدم العلمي والتقني في المجال التربوي (Caspare,1990) لقد أصبح من المتفق عليه الآن في معظم الدولضرورة المحافظة على جودة التعليم والسعي إلى تطوير نوعيته، وتشجيع الإبداعوالابتكار. وقد أصبحت هناك قناعة راسخة لدى المجتمعات التي تسعى لتحقيق هذهالغايات أن التدريب في أثناء الخدمة للمعلمين هو العامل المهم في تحقيقها. وبقدر ما أصبح هناك إجماع على تعريف التدريبفي أثناء الخدمة فإن هناك اتفاقاً عاماً على أهداف هذا التدريب، والتي يمكنتصنيفها إلى ثلاث فئات من الأهداف:* النمو الشخصي والمهني للمعلم والذي يهدف إلى تطوير المهاراتوالقدرات المهنية للمعلم من خلال:· تحديث المعارف الأساسية في مجال مادة التخصص ومهارات التدريس؛· اكتساب مهارات جديدة؛· تقديم طرق تدريس جديدة.* تطوير نوعية النظم التعليمية، وتطوير تقنيات التدريس للمعلمبتعديل وتطوير مكونات مهارات المعلم المتعلقة بالنواحي النفسية والاجتماعية وتلكالمتعلقة بأصول التدريس، وذلك من خلال:· تشجيع وتطوير عمل الفريق في التدريس؛· تعزيز مبادرات الإبداع والابتكار؛· تدريب المعلمين على الإدارة المدرسية وإدارة الصف و أسلوب حلالمشكلات؛· السعي لوضع قائمة بأولويات التربية؛· تنمية وتطوير المهارات في مجال إدارة العلاقات الإنسانية.* الإلمام ببيئةالمجتمع وذلك بغرض تطوير التفاعل بين المؤسسة التربوية والمجتمع، وذلك من خلال:· تشجيع العلاقات مع شركات ومؤسسات الأعمال؛· العمل على إيجاد تقارب بين المؤسسة التربوية والمؤسساتالإقتصادية في المجتمع؛· تشجيع دراسة العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر علىسلوك الشباب؛· تيسير التكيف مع التغيرات الاجتماعية والثقافية.إنتنمية المعلم جزء أساسيّ في تربيته وإعداده وأنها عملية منظمة وتلقى في هذا العصراهتماماً كبيراً على مستوى المنظمات الإقليمية وعلى مستوى الدول وإداراتهاالتعليمية، وأن لها أهدافاً محددة ينبغي أن تحققها لكي ترفع من كفايات المعلمبالمحتوى والمستوى المناسبين للتطورات السريعة في عصر العولمة، وينبغي أن تكون لهاأساليبها الفاعلة ، ولها وسائلها التي ترفع من مخرجاتها، ولها أدوات تقويم تتعددوتتنوع وفق الخصائص والأساليب والوسائل. بعض الاتجـاهـات الحـديثـة فـي نظـمتـربيـة المـعـلـم

يتبين للمُراجع لأدبيات البحوث التي تناولتالاتجاهات الحديثة في نظم تربية المعلم أنها أكثر من أن تحيط بها ورقة أو دراسةواحدة في حيز محدود. ولذلك سوف يتم في هذا الجزء من الورقة استعراض بعض أهم تلكالاتجاهات من حيث ملاءمتها للتطبيق في واقعنا، ومن حيث إمكانية استخدامها في تربيةالمعلم لمواجهة تحديات العولمة. ومن تلك الاتجاهات ـ دون الدخول في تفصيلاتها ـ مايلي:1. النظر إلى تربيةالمعلم في إطار نظام موحد مع الأخذ بمبدأ التعليم مدى الحياة. وسيأتي تفصيل لهذاالاتجاه لاحقاً.2. رفع مستوى برامجتربية المعلم وتكاملها وتنوع خبراتها.3. تربية المعلم علىأساس الكفايات.4. تطبيق النموذج الإنساني في تربية المعلم. وهو اتجاه يهدف إلىإمداد المتعلم بخبرات تشعره بالمكافأة الداخلية وتسهم في تحرره وتنميته.5. اتساع قاعدة المشاركةفي اتخاذ القرارات الخاصة بتربية المعلم.تـربيـة المعـلم فـيإطـار نظـام موحـد والأخـذ بمبدأ التعـلم مـدى الحيـاة إن عصر العولمة الذي يتميز بالتدفق المعرفيوالتقني الهائل يتطلب استثمار التعليم استثماراً فورياً، وذلك بجعل مبدأ التعليممدى الحياة في تربية المعلم واحداً من الاتجاهات المعاصرةالتي ينادي بهاالتربويون، والتي بدأت تأخذ مكانها في التطبيق. فنظراً للتطورات المعاصرة، ونظراًللحاجات المتزايدة للفرد والمجتمع (كماً ونوعاً) بصورة غير مسبوقة في تاريخالبشرية، ونظراً للإرتباط الوثيق بين التعليم وحركة الإنتاج في المجتمع، وبينالتعليم والتقدم العلمي والتقني، فإن برامج إعداد المعلم لم تعد كافية لإعدادهوتهيئته للمارسات المهنية بقدر مقبول من الثقة. لذلك، فقد أملت هذه التطورات وتلكمالحاجات تفكيراً جديداً في أهداف التعليم ومن ثم في مهام المعلم. الأمر الذي جعلمراحل تربية المعلم تترابط وتتكامل في منظومة هدفها الاحتفاظ بكفاية المعلم مدىحياته المهنية. لقد أصبح الاتجاه الآن إلى نظام موحد لتربية المعلم يجمع في ثناياهنظام قبول المعلم في مؤسسات الإعداد، ونظام إعداده، ونظام تدريبه. إضافةً إلى هذهالنظم فقد برز اتجاه لإدخال نظامين جديدين، الأول: نظام التهيئة للمارسة العملية.ويأتي هذا بعد نظام الإعداد ويكون على غرار نظام التفرغ للممارسة الفعلية للأطباءفي المستشفى بعد الإعداد الجامعي وقبل الخروج للحياة العملية. وقد برز في أوربااتجاه إلى تأسيس ما يسمى " مدارس التطوير المهني " بالتعاون مع الجامعاتوإدارات التعليم. وتؤدي هذه المدارس بالنسبة للمعلم المبتدئ الوظيفة نفسها التييؤديها المستشفى التعليمي بالنسبة للطبيب المبتدئ (Eurydice, 1995). و الثاني: نظام التعليم المستمر مدىالحياة المهنية للمعلم. ويؤثر هذا الاتجاه بالضرورة على تربية المعلم. فقد أصبحالتفكير في نظام قبول المعلم وإعداده وتدريبه مرتبطاً بنظام تعليمه المستمر مدىحياته المهنية بحيث تصبح هذه النظم مراحل لنظام واحد يهدف إلى الإحتفاظ بقدرةالمعلم على أداء عمله بأقصى درجة يستطيعها من الإمتياز طيلة حياته المهنية. إن أحد الاتجاهات التي ظهرت بسبب الحاجة إلىالتطبيق للتجديدات في العملية التعليمية، وبذل الجهود لتنظيم تربية المعلم كعمليةمستمرة متكاملة، تبدأ باختيار العناصر المناسبة لمهنة التعليم وصولاً إلى تدريبالمعلم ومُتوّجة ببرنامج منظم للتدريب في أثناء الخدمة يستمر طيلة حياته المهنية.ومن ثم فإن مفهوم إعداد المعلم وتدريبه أصبح يؤسس على فكرة التعليم مدى الحياة (SvatoplukP.1989) خـاتـمـة إن تربية المعلم في مجتمعنا العربي المسلمولمواجهة تحديات عصر العولمة في حاجة إلى إتجاه ينظر إلى تربية المعلم باعتبارهانظاماً واحداً متكاملاً يتسم بالمرونة والإنفتاح على التطورات المعاصرة والاستمرارمدى الحياة. ويمكن أن يتأتى ذلك بالأخذ بتطبيق بعض الاتجاهات الحديثة:1. إضافة نظام التهيئةللممارسة العملية، ونظام التعليم المستمر مدى الحياة المهنية للمعلم.2. توحيد جميع النظم المتعلقة بتربية المعلم، وهي: نظام الاختياروالقبول، نظام الإعداد، نظام التهيئة للممارسة العملية، نظام التدريب في أثناءالخدمة، ونظام التعليم المستمر مدى الحياة المهنية للمعلم، في نظام واحد، هو نظام "تربية المعلم".
المـراجـع
أولاً: المراجـع العربـيـة
- الأشول، عادل وآخرون(1985). التغير الاجتماعي واغتراب شباب الجامعة. القاهرة : أكاديمية البحثالعلمي، شعبة البحوث والدراسات.
- القريطي، عبد المطلبأمين وآخرون (1991). دراسة ظاهرة الاغتراب لدى عينة من طلاب الجامعة السعوديينوعلاقتها ببعض المتغيرات الأخرى. رسالة الخليج العربي، 12
(30)، 53 – 85 .
- أنطون، رحمة (1982) .التربية العملية في معاهد المعلمين في الوطن العربي ... واقعها وسبل تطويرها.الخرطوم : ندوة التربية العربية .
- بشارة، جبرائيل(1986) . تكوين المعلم العربي والثورة العلمية التكنولوجية . بيروت:المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع .
- حجر، محمد عبد اللهوآخرون (1982) .الكفايات البشرية في قطاع التعليم الجامعي . مركز البحوث التربويةوالنفسية بكلية التربية جامعة أم القرى بالتعاون مع المنظمة العربية للتربيةوالثقافة والعلوم.
- شوق، محمود أحمدوسعيد، محمد مالك (1416هـ - 1995م) . تربية المعلم للقرن الحادي والعشرين .الرياض: مكتبة العبيكان .
- عمر، ابراهيم أحمد وعبد الماجد، عصام محمد (2003). ظاهرة العولمة من منظور سوداني. دراسات تربوية،8 (4)، 65- 72 .
- عويدات، عبد الله(1995) . مظاهر الاغتراب عند معلمي المرحلة الثانوية في الأردن. دراسات ، 22(6م) ، 3345 – 3375 .
- عيسى ، محمد عبدالشفيع (1998) . قضايا في الفكر المعاصر . مجلة المستقبل العربي ، 229 (20)، (129 – 138) .
- لبيب ، رشدي وآخرون(1983) . الوسائل التعليمية . القاهرة : دار الثقافة .
- متولي ، مصطفى محمد(1987) . الإطار النظري للنظام التعليمي ... نظام التعليم في المملكةالعربية السعودية . الرياض : مطابع الفرزدق .
- مرسي ، محمد منير(1996) . الإصلاح والتجديد التربوي في العصر الحديث . القاهرة : عالم الكتب.
- وقائع ندوة إعدادالمعلم بدول الخليج العربي (1984) .مركز البحوث التربوية بجامعة قطر ، ص ص272، 273.


ثانياً : المراجع الأجنبية
- Beare, H. &Slaughter, R. (1994). Education for 21st Century. London: Routledge.
- Caspare, (1990).In-Service Training of Teachers in the European Union and the EFTA/EEACountries. The British Council Publications.
- Dhaher, A. (1981).Bureaucracy and social alienation: The case of king AbdulAzizUniversity. Journal of SocialSciences, 9(1), 30- 41.
- Eurydice, (1995).In-Service Training of Teachers in the European Union and the EFTA/EEACountries. The British Council Publications.
- Hannallah, R. K. &Guirguis, M. T. (1998). Dictionary of the Terms of Education. Beirut : Libraire du Liban.
- Perron, (1991).In-Service Training of Teachers in the European Union and the EFTA/EEACountries. The British Council Publications.
Svatopluk, P.(1989). Regional Paper on I. E. in Europe.UNESCO Interregional Seminar to develop Practical Suggestions Concerning the Establishment of Coordinating Structuresand Machinary for Application of Integrated Training of Ed