استراتيجية حل المشكلات
هو نشاط ذهني منظم للطالب وهو منهج علمي يبدأ باستثارة تفكير الطالب، بوجود مشكلة ما تستحق التفكير، والبحث عن حلها وفق خطوات علمية، ومن خلال ممارسة عدد من النشاطات التعليمية
يكتسب الطلاب من خلال هذه الطريقة مجموعة من المعارف النظرية، والمهارات العملية والاتجاهات المرغوب فيها ، كما انه يجب أن يكتسبوا المهارات اللازمة للتفكير بأنواعه وحل المشكلات
وتدريب الطلاب على حل المشكلات أمر ضروري، لأن المواقف المشكلة ترد في حياة كل فرد وحل المشكلات يكسب أساليب سليمة في التفكير، وينمي قدرتهم على التفكير التأملي كما انه يساعد الطلاب على استخدام طرق التفكير المختلفة، وتكامل استخدام المعلومات، واثارة حب الاستطلاع العقلي نحو الاكتشاف وكذلك تنمية قدرة الطلاب على التفكير العملي، وتفسير البيانات بطريقة منطقية صحيحة، وتنمية قدرتهم على رسم الخطط للتغلب على الصعوبات، واعطاء الثقة للطلاب في انفسهم، وتنمية الاتجاه العلمي في مواجهة المواقف المشكلة غير المألوفة التي يتعرضون لها.

تعريف المشكلات :- هي كل قضية غامضة تتطلب الحل و قد تكون صغيرة في أمر من الأمور التي تواجه الإنسان في حياته اليومية و قد تكون كبيرة و قد لا تتكرر في حياة الإنسان إلا مرة واحدة أو هي حاله يشعر منها التلميذ بعدم التأكد والحيرة أو الجهل حول قضية أو موضوع معين أو حدوث ظاهرة معينة .

ويعرف أسلوب حل المشكلات عدة تعريفات منها :
انه أحد الأساليب التدريسية التي يقوم فيه المعلم بدور إيجابي للتغلب علي صعوبة ما تحول بينة و بين تحقيق هدفه و لكي يكون الموقف مشكلة لابد من توافر ثلاثة عناصر
1- هدف يسعى إليه .
2- صعوبة تحول دون تحقيق الهدف .
3- رغبة في التغلب علي الصعوبة عن طريق نشاط معية يقوم به الطالب .
أن حل المشكلات هو سلوك ينظم المفاهيم والقواعد التي سبق تعلمها بطريقة تساعد على تطبيقها في الموقف المشكل الذي يواجه الطالب. وبذلك يكون الطالب قد تعلم شيئا جديدا هو سلوك حل المشكلة، وهو مستوى أعلى من مستوى تعلم المبادئ والقواعد والحقائق. .

ويلاحظ مما سبق ما يلي :-
1- تعتمد عملية حل المشكلات علي الملاحظة الواعية والتجريب وجمع المعلومات وتقويمها وهي نفسها خطوات التفكير العلمي .
2- يتم في حل المشكلات الانتقال من الكل إلي الجزء ومن الجزء إلي الكل بمعني أن حل المشكلات مزيج من الاستقراء والاستنباط .
3- حل المشكلات طريقة تدريس وتفكير معاً حيث يستخدم الفرد المتعلم القواعد والقوانين للوصول إلى الحل.
4- تتضافر عمليتي الإستقصاء والإكتشاف وصولاً إلى الحل . حيث يمارس المتعلم عملية الإستقصاء في جميع الحلول الممكنة ويكتشف العلاقات بين عناصر الحل.
5- تعتمد على هدف بحيث على أساسه تخطط أنشطة التعليم وتوجه كما يتوفر فيها عنصر الإستبصار الذي يتضمن إعادة تنظيم الخبرات السابقة
6- حل المشكلات يعني إزالة عدم الإستقرار لدي المتعلم وحدوث التكيف والتوازن مع البيئة.

وتدريب الطلاب على أسلوب حل المشكلات يتطلب تعريفهم لمشكلات ترتبط بما يدرسونه من مواد مختلفة، أو لمشكلات تتصل بالحياة المدرسية وغير المدرسية داخل بيئاتهم. تختلف المشاكل بين الأفراد،. يضاف الى ذلك أن ما يعتبر مشكلة بالنسبة للبعض قد لا يعتبر مشكلة بالنسبة لطالب سبق له أن مر بهذا الموقف، حيث انه يصل الى هدفه دونما مشقة، في حين يعتبر هذا الموقف مشكلة بالنسبة لطالب آخر فهو يحتاج الى استحضار خبراته الأدبية السابقة، والقيام بالتفكير في مهارات التذوق الأدبي، وقواعد النقد الأدبي المرتبطة بالنص الأدبي المعروض أمامه، ثم الانتقاء من هذه وتلك، ما يمكن تطبيقه في هذا الموقف الجديد، وصولا الى الحل المنشود. .
ان تعليم حل المشكلات ليس بالأمر مثل تعليمهم بعض المفاهيم او المعلومات او المهارات لأنه ذو طبيعة مركبة من عوامل متشابكة ومتداخله، منها الدافعية، والاتجاهات، والتدريب، وتكوين الفروض، واللغة، وانتقال أثر التعليم، وعدم وجود محتوى محدد للتدريس في ضوئه، او طريقة عامة تستند الى خطوات مبرمجة.

تطبيق ( حل المشكلات في تدريس الدراسات الاجتماعية )
تعتمد المشكلة في تدريس الدراسات الاجتماعية علي وضع الطلاب في مواقف تعليمية محيرة بحيث يشعرون بالحيرة وعدم التأكد إزاء بعض المواقف وما تتضمنه المعلومات سواء كانت جغرافية أو تاريخية مع وجود رغبة قوية لدى الطلاب للتخلص من ذلك الموقف المحير من خلال تنظيم معلوماتهم وربطها وإختبارها والتأمل فيها .
وتتعدد المشكلات التي تتخذ محوراً أساسيا ً في تدريس الدراسات منها :-
(1) بعض المشكلات في الجغرافيا (طبيعية بشرية سياسية -........ إلخ ) أو في التاريخ ( أحداث شخصيات - ........ إلخ ) .
(2) مشكلات اقتصادية ( قيام تكتلا ت قيام نظم وانهيار أخري ...........إلخ ).
(3) بعض المشكلات يقرأ عنها الطلاب وترتبط بالأحداث العالمية الجارية مثل الصراع العـربي الإسرائيلي
(4) بعض المشكلات في حياة الطالب مثل :
- كيفية الحصول علي المواد الغذائية لتحقيق الأمن الغذائي
- كيفية توجيه الخرائط للوصول إلى الأماكن المطلوبة
- توفير المياه النقية اللازمة للشرب للحفاظ علي الصحة
(5) تأتي المشكلة عادة في صورة سؤال أو مجموعة أسئلة يشعر التلميذ تجاهها بالحيرة وتضع أمامهم معلومات تحتاج إلى التنظيم والربط والتوصل إلي أحكام .
أو من خلال طرح قضية عامة ومناقشتها أو تقـد يم بعض المقترحات المرتبطة بجوانب الحياة المختلفة .

أهمية استخدام أسلوب حل المشكلات :
يرى " هنكيز " أن أستخدم الاستقصاء في الدراسات الاجتماعية ينمي المستويات العليا من القدرات العقلية إذ يؤدى إلي تنمية التفكير الناقد , و يرى " تولي " أن إستخدام أسلوب حل المشكلات في تدريس الجغرافيا ينمي مهارات البحث الجغرافي ويزيد من قدرة الطلاب علي التفكير ومواجهة كثير من المشكلات علي أسس ،

وفيما يلي أهمية أستخدم أسلوب حل المشكلات :-
1- تنمية التفكير الناقد و التأملي للطلاب كما يكسبهم مهارات البحث العلمي وحل المشكلات
2- تنمى روح التعاون والعمل الجماعي لديهم .
3- يراعي الفروق الفردية عند التلاميذ كما يراعي ميولهم و اتجاهاتهم و هي إحدى الأتجاهات التربوية الحديثة .
4- ينقق قدراً من الإيجابية و النشاط في العملية التعليمية لوجود هدف من الدراسة و هو حل المشكلة و إزالة حالة التوتر لدى الطلاب .
5- تساهم في تنمية القدرات العقلية لدى الطلاب مما يساهم في مواجهة كثير من المشكلات التي قد تقابلهم في المستقبل .