بعد السنة الأولى مظاهرات تذكرت هذه الواقعة ...
جلست الأم مع إحدى صديقاتها تشرب الشاى و صديقتها تقول : شايك طعم , أما الطفل فلا شاى له , إقترب من أمه متودداً يطلب شاى , فقالت له : لما تكبر , تغيرت لهجة الطفل ... فقالت : الشى سخن ... علا صوت الطفل و بدأ يظهر قوته بالطرق على الأشياء و رفسها برجله ... قامت الصديقة إلى الطفل و هدأته و أجلسته فى حجرها و هو يقول : أنا كبير و عايز شاى ... أحضرت الصديقة كوب و وضعت فيه قليل من الشاى و أكملت الكوب بالماء ... و إتفضل الشاى يا حبيبى , و لكن حاسب الشاى سخن و إشرب على مهلك .
جلس الطفل على الكرسى جلسة الكبار و أمسك الكوب بحذر و ينفخ فى الكوب و يشرب شفطه شفطه , و تقول له الصديقة الشاى طعم و هو يقول الشاى طعم .
ثم دخلت عليهم صديقة أخرى و رأت الطفل يستمتع بشرب الماء المخلوط مع الشاى ... فقالت : هى ضحكت عليك ... و طلبت شاى لها و للطفل , و أدرك الطفل أنه كان ساذجاً ... رمى الكوب و طلب شاى مثل شاى الكبار , و قد كان .
جلس الطفل على الكرسى جلسة الإنتصار , و أمسك كوب الشاى الساخن فلم يتحمل حرارته ... وقع الكوب على فخذ الطفل ... صرخ ... و لم يذق الشاى إلا عندما بلغ مبلغ الرجال .
يجب أن يدرك الشعب المصرى قدراته و إمكانياته ثم يحدد طموحاته و مطالبه , مع الأخذ فى الإعتبار قدرات و إمكانيات من يقف أمامه , حتى لا يكون مثل هذا الطفل .