التخطيط لمستقبل جودة التعليم( الحلقة30 )
تحسين الممارسات داخل المنظومة التعليمية (4)
تحسين ممارسات مرحلة رياض الأطفال
تحدثنا فى الحلقة السابقة عن الممارسة الأولى المتعلقة بالتخطيط لمرحلة رياض الأطفال من خلال إنشاء وزارة خاصة بها ، وأهمية تخصيص وزارة معنية فقط برياض الأطفال لأن هذه المرحلة لها طبيعة خاصة عن بقية المراحل التعليمية الأخرى داخل منظومة التعليم .
فى هذه الحلقة نتحدث عن الممارسة الثانية وهى :-
الممارسة الثانية :-إعادة هيكلة كليات رياض الأطفال
عندما يتحدث العالم كله عن أهمية مرحلة رياض الأطفال فى الوقت الراهن ، فنحن بحاجة إلى إعادة هيكلة كليات رياض الأطفال داخل المجتمع بحيث يكون لها معايير للالتحاق بها ذات مواصفات عالمية ، وأن يكون الملتحقين من الفتيات يمتلكن مهارات اجتماعية، وأخلاقية ، وعلمية فى هذا المجال متميزة تسمح لهم بالالتحاق بالكلية ، وليس شرطاً فتح باب القبول للدراسة فقط لخريجى الثانوية العامة ، بل على العكس من جميع شرائح المجتمع من السيدات الراغبات فى التعامل مع رياض الأطفال بشكل أكثر تخصصية، وعلمية .
فالكثير من السيدات فى مصر لديهن حضانات خاصة ، ومدارس خاصة لتعليم الأطفال فى السن من 3 إلى 7 سنوات سواء أطفال عاديين أو يعانون من صعوبات تعلم أو صعوبات فيزيقية، وما إلى ذلك . وكليات رياض الأطفال بحاجة إلى استيعاب هؤلاء ليس فقط فى مرحلة الدراسات العليا ، بل فتح باب القبول للدراسة الأكاديمية، والتربوية، والتطبيقية على مدار أربع سنوات فى مرحلة البكالوريوس يليها دراسات متقدمة للماجستير ، والدكتوراة ، فهذا الأمر مفيد جداً للتعايش مع الأطفال فى هذه السن بخبرة، ووعى ، وإدارة متميزة، ومستوى جودة فى الأداء من خلال الدراسة ، والبحث .
فخريج الثانوية العامة قد يلتحق بكلية رياض الأطفال نتيجة لتشعيبه من خلال مكتب التنسيق ، أما فئة الكبار الملتحقات بكلية رياض الأطفال يأتين بغرض خدمة المجتمع من خلال الاستزادة الثقافية، والمعرفية ، والمهارية، والنفسية، والوجدانية على أصول علمية للتعامل مع الأطفال فى تلك السن الخطيرة .
ومن ثم إعادة هيكلة كليات رياض الأطفال لتصبح أكثر مرونة فى شروط الالتحاق يساعد على:-
-جذب العديد من الدارسين داخل تلك الكليات .
-التأهيل العلمى، والمهارى، والوجدانى لمعلمات رياض الأطفال على معايير جودة أداء متميزة
-التدريب العملى للمعلمات داخل المدارس .
-فتح فرص للسفر للخارج من خلال البعثات للدراسة، والبحث لنظم التعليم فى مرحلة رياض الأطفال فى العالم .
-إشتراط حصول معلمات، ومعلمى رياض الأطفال لمزاولة المهنة على الماجستير على الأقل ، مع ضرورة أن تتضمن الرسالة أساليب مبتكرة، ومبدعة للتعامل مع الأطفال فى تلك المرحلة .
-رفع أجور المعلمات فى تلك المرحلة أكثر من المراحل التالية للتعليم نظراً للمجهود المتميز الذى يبذل مع الأطفال فى هذه السن ، ولتشجيع الكثير للالتحاق بالكلية للدراسة ، والعمل فى تلك المهنة المتميزة .
ومن ثم فكليات رياض الأطفال بحاجة إلى أن تستوعب الكثير فى مرحلة الإعداد الأولى والبكالوريوس أكثر من مرحلة الدراسات العليا فقط ، وذلك لاستيعاب متطلبات المهنة ، وتوفير خبراء حقييقين فى الميدان فى مجال رياض الأطفال ، وليس فقط معلمات .
والسوال لماذا دوماً أن يكون معلمات رياض الأطفال سيدات وليسوا رجال ؟
هل لأن هذه المرحلة الخطيرة من العمر تتطلب الاهتمام بالجانب الوجدانى ، وشعور الطفل بالراحة ، والاهتمام، والحب، والحنان من المعلمة ، وكذلك الطمأنينة كى يقبل على تعلم بقية المهارات المعرفية، والمهارية بعد ذلك ، ويتم استكشاف أفضل ما عنده من مهارات فنية وعلمية، وسلوكية ترتبط بما نريده فى مواطن المستقبل .
كما أن النساء أكثر قدرة على التعامل مع مشكلات الأطفال الصحية ، والغذائية، والنفسية من الرجال ، بالإضافة إلى الصبر، وقوة التحمل فى استيعاب شجار الأطفال ، وبعض الأنماط السلوكية غير المرغوبة منهم .
على كل حال هذه ليست قاعدة أن يكون معلمات رياض الأطفال سيدات فقط ، فقد يلتحق بالكلية رجال ، ولكن لا يزاولون المهنة ، وهذا الأمر يعد خطورة لأن لدينا طاقات غير عاملة لاعتبارات لا أساس لها من الصحة فمن يجد لديه القدرة على التعامل السليم مع الأطفال وفقاً لدراسات ، وخبرة ، وعلم، وتدريب ميدانى ، فليتقدم دون شرط الجنس سواء رجل أو إمراءة .
فكثير من الدراسات المعاصرة التطبيقية فى دول مثل الصين، واليابان، والهند أثبتت قدرة الرجال على تشجيع الأطفال على الإبداع ، والاكتشاف ، وتعلم الكثير من المهارات التكنولوجية المطلوبة فى الحقبة المعاصرة ، كما أن الرجال لديهم قدرة على جذب الأطفال من الذكور لديهم من خلال الكثير من الألعاب العنيفة التى تتطلب استخراج طاقات الأطفال مثل كرة القدم ، والكارتيه ، والجودو ، والسباحة ، وركوب الخيل ، والاسكواش .............، وأيضاً الألعاب الذهنية ذات القدرات العالية من التفكير مثل حل الألغاز ، الشطرنج ، الدومينو ، ..................
من هنا فمعلم رياض الأطفال ليس شرطاً أن يكون معلمة ، والاقتراح الأفضل ألا يكون هناك معلم واحد د اخل فصل رياض الأطفال ، بل يوجد بالفصل معلمة ومعلم ، لمراعاة الجانبين النفسى، والوجدانى ، و كذلك العقلى، والاستكشافى معاً، وكثيراً من التجارب الناجحة أثبتت أهمية وجود النوعين داخل فصل رياض الأطفال ، ويتم تعليم الأطفال بالتناوب فيما بينهما ، وليس فقط اقتصار الفصل على المعلمة وحدها .
فى الحلقة القادمة بإذن الله نستكمل بقية الممارسات الخاصة بتحسين مرحلة برياض الأطفال إن شاء الله .