التحول إلى التعليم المعتمد على المشروعات العملية
يعتبر التعليم المعتمد على المشروعات العملية أحد أساليب التصميم التعليمي في قائمة الأعمال الخاصة بالمدرس. وهو لا يناسب تدريس كل المهارات وأنواع المعرفة. يواجه المدرسون الذين ينتقلون إلى إرشادات المشروعات العملية تحديات كبيرة في تحولهم عن الممارسات التقليدية:
تغيير في الأدوار
يقوم المدرسون والطلاب بالعمل سويًا في المشروعات ويعملون على دمج التكنولوجيا، وبالتالي تتغير أدوارهم.

دور المدرس
يتطلب المشروع العملي في الفصل الدراسي حدوث تحول في دور المدرس. قد يجد المدرسون الذين اعتادوا على إلقاء المحاضرات والاعتماد على الكتب المدرسية أو المواد السابقة الإنشاء، صعوبة في التحول إلى فصل دراسي الذي يتميز بالتركيز على الطالب بصورة أكبر والذي يتبعه التخلي عن السلطة والسماح للطلاب بالعمل في اتجاهات متعددة في أنشطة مختلفة في نفس الوقت. أثناء التخطيط يتطلب المشروع العملي مسبقًا وقت أكثر من جانب المدرس، بمجرد تنفيذ المشروع، لا يكون أمام المدرس الكثير من أعمال التحضير للقيام بها على أساس يومي ويعمل المدرس كمدرب أو كمرشد خلال المشروع. يجد المدرسون متعة في ذلك وطريقة للاتصال بالأنماط الفردية الخاصة بالطلاب والإبداع.

دور الطالب
يدعو أيضًا المشروع العملي إلى حدوث تحول في دور الطالب. قد لا يعتاد الطلاب على لعب دور نشط في الفصل الدراسي. في المشروعات، يتم دعوتهم لاتخاذ العديد من القرارات، والعمل بشكل متعاون، واتخاذ المبادرة، وعمل عروض تقديمية عامة، وفي العديد من الحالات، يُطلب منهم تجميع فروع المعرفة الخاصة بهم. على الرغم من أن ذلك قد يكون تحديًا للطلاب في المقام الأول، يكتشف أغلب الطلاب أن المشروع العملي أكثر أهمية، وذو صلة بحياتهم، ويحث على المشاركة. ولذلك، يتم تحفيزهم عامة بصورة أكبر، ويؤدون بشكل أفضل في المشروعات، ويتمتعون بطريقة جديدة في التعليم.

دور التكنولوجيا
على الرغم من عدم أهمية التكنولوجيا للمشروع العملي، إلا أنها يمكن أن تعمل على تعزيز خبرة التعليم وإتاحة فرصة للطلاب لإنشاء علاقات بالعالم الخارجي واكتشاف الموارد وعمل المنتجات. قد لا يشعر بعض المدرسين بالراحة في التعامل مع التكنولوجيا الأحدث أو قد يشعرون أن الفصل الدراسي الذي يوجد فيه جهاز كمبيوتر واحد يقف عائق أمام استخدام أجهزة الكمبيوتر كجزء من المشروع العملي. من الممكن التغلب على هذه التحديات. قد يحتاج العديد من المدرسين إلى تقبل فكرة أنهم ليسوا خبراء في كل شيء وأن طلابهم قد تكون لديهم معرفة أكثر، خصوصًا حين يتعلق الأمر بالتكنولوجيا. وتعتبر عملية تعلم المهارات التكنولوجية مع الطلاب أو ترك الطلاب للعمل كمستشارين تكنولوجيين بعض الطرق التي تساعد على التغلب على هذا العائق.


تغيير في العلاقات
تتوسع العلاقات داخل وخارج الفصل الدراسي وتنمو مع المشروع العملي.

استخدام المجتمع للاتصال بالعالم الواقعي
في الماضي، قد يتم دمج المجتمع في المنهج الدراسي من خلال الرحلات مدرسية أو من خلال دعوة ضيف من الخارج للتحدث. أثناء المشروعات، يكون المجتمع في الغالب هو بؤرة الاهتمام. قد تتضمن المشروعات شراكة مع المجموعات المحلية مثل خبراء المجتمع أو المنشآت أو الجامعات. يساهم الطلاب في مجتمعاتهم في مشروعات التعلم لخدمة المجتمع كما يعملون كمحافظين على البيئات الطبيعية، أو كمتخصصي جمع بيانات، أو كإخصائيين اجتماعيين أو كعلماء من أجل اكتساب منظور مختلف لما يحدث في المجتمع. تصبح المنتجات والمهام جديرة بالثقة عند دعوة الخبراء في الفصل الدراسي لاستجواب طلاب المشروعات والتحدث معهم وتقييمهم، والعمل في تعاون مع الطلاب. في العديد من المشروعات تكون عملية إقامة هذه الروابط مع الخبراء ضرورية لمساعدة الطلاب على إتمام العمل على أكمل وجه والارتقاء بالعملية التعليمية. يعتبر بعض التربويين ذلك عملاً إضافيًا، ولكن من المفاجئ سهولة تكوين هذه الروابط، وبمجرد تكوينها، تستقل بذاتها. ولا تقدر العلاقات المبنية بثمن أمام إنشاء مشاركة حقيقية وتعليم مستمر على مدى الحياة.

العمل الجماعي
يعد العمل الجماعي مهارة مكتسبة من الحياة وهو جزء أساسي من أي بيئة تعليمية معتمدة على مشروعات عملية. ويعمل الطلاب من خلال مجموعات متعاونة بهدف تبادل الأفكار أو المناقشات أو إبداء الملاحظات أو إتمام المهام أو المشاركة في مصادر المعلومات. من جانب آخر، قد يزيد الانتقال إلى أسلوب العمل الجماعي من مخاوف ظهور الناحية الفردية في العمل، ولكن يمكن التعامل مع هذا التحدي بطرق متعددة. فمن خلال تقديم مهام محددة وفردية للطلاب داخل المجموعة وتضمين تقييمات الزملاء أو قوائم المراجعة الفردية، يصبح كل طالب مسئولاً عن عمله وعن إسهامات الطلاب الآخرين في المجموعة.

تحوّل في الرؤية
يتضمن عمل المشروع النظر إلى الأساليب والطرق التقليدية من منظور جديد.

المعايير والاختبارات
في الماضي، كان يتم تدريس المعايير من خلال الأنشطة ويتم تقييم العملية التعليمية بوضع الامتحانات والاختبارات، بالإضافة إلى تعديل نظام التدريس وفقًا للاختبارات القياسية. ومع هذا التحول، يتم استخدام المعايير في تصميم المشروع ويتم وضع خطة مسبقة للتقييم ثم إدراجها خلال المشروع، كما يتم اعتبار الاختبارات واحدة من ضمن أنواع متعددة للتقييم. ويتم استخدام كل من مهام الأداء ونماذج التقييم وقوائم المراجعة والاختبارات كأدوات للتقييم. وتُنفذ هذه الأشكال المتعددة للتقييم من خلال عملية تعليمية تتعامل مع التعليم باعتباره عملية وليس حدثًا فرديًا. وبإمكان الطالب والمدرس، من خلال التقييم الدائم، الشعور بالثقة فيما يتعلق بتحقيق الأهداف وفهم المحتوى.

تنظيم الفصل الدراسي
قد يجد بعض المدرسين الفوضى المنظمة في مشروعات الفصل الدراسي أمرًا مربكًا. يتم التركيز في الفصول الدراسية المعتمدة على مشروعات عملية على الطلاب في المقام الأول ويتوجب على المدرس في هذه الفصول إتاحة الفرصة للطلاب للتعاون وتبادل الأحاديث والحركة. لذا، قد يتم ترتيب المكاتب في شكل صفوف لخلق مساحة من العمل التعاوني بين الطلاب، كما توفر الطاولات الكبيرة مساحة للعمل في المشروع. وتتوفر موارد ومستلزمات يمكن للطلاب الوصول إليها ويشيع في الفصل الدراسي جو الاستعداد للمغامرة. ويشعر الطلاب في ظل هذه البيئة بنوع من الارتياح يمكِنهم من المشاركة في الآراء والأفكار ويشجعهم على التفكير بأنفسهم على مستويات متقدمة. وتعد التوقعات الواضحة والتنظيم من العناصر الضرورية في العملية التعليمية، ولكن سيجد المدرسون أن التخطيط المسبق سيؤدي إلى ظهور طلاب نشطين ومنتجين.

الوقت
تستغرق الأساليب التعليمية المعتمدة على مشروعات عملية وقتًا لتحقيقها، وهذا من أكثر الأمور التي تؤرق عدد كبير من المدرسين الذي يتجهون إلى هذا النوع من تخطيط المنهج الدراسي. الخطوة الأولى في أي وحدة مشروع عملي جيدة التصميم هي تحديد الإجابة عن السؤال، ما الفرع المعرفي الذي يستحق بذل الوقت فيه لاستكشافه؟ (ويجنز، 2001). إجابة هذا السؤال هي مفتاح الإدارة الفعَالة للوقت. وبالتركيز على الأفكار المهمة التي تحتفظ بأهميتها خارج حدود الفصل الدراسي، ينغمس الطلاب في النشاط ويتخذون الكثير من القرارات والتوجيهات المتعلقة بأعمالهم ويقومون بالتفكير والإنتاج على مستويات أعلى. ويجب تخطيط المشروعات بأدق التفاصيل لزيادة السيطرة على الطلاب بل والمحافظة على المعايير والصرامة الأكاديمية. ويجب أن يكون للطلاب اتجاه واضح يعمل على تحديد التوقعات والمسئوليات والعمليات والجداول الزمنية. لذا، فالأمور التي تستغرق وقتًا أطول في الإعداد، تثمر عن نتائج تعليمية جيدة.