أنواع الجهل
قسم الراغب الأصفهاني الجهل الى اربعة اقسام فقال :-
" الإنسان في الجهل على أربعة منازل:
الأول: من لا يعتقد اعتقاداً لا صالحاً ولا طالحاً
فأمره في إرشاده سهل إذا كان له طبع سليم
فإنه كلوح أبيض لم يشغله نقش
وكأرض بيضاء لم يلق فيها بذر
ويقال له باعتبار العلم النظري غُفل
وباعتبار العلم العملي غُمر
ويقال له: سليم الصدر.
والثاني: معتقد لرأي فاسد
لكنه لم ينشأ عليه ولم يترب به
واستنزاله عنه سهل
وإن كان أصعب من الأول
فإنه كلوحٍ يحتاج فيه إلى محو وكتابة
وكأرضٍ يحتاج فيها إلى تنظيف
ويقال له: غاوٍ وضال.
والثالث: معتقد لرأي فاسد قد ران على قلبه
وتراءت له صحته
فركن إليه لجهله وضعف نحيزته
فهو ممن وصفه الله تعالى بقوله:
(إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون)
فهذا ذو داء أعيا الأطباء
فما كل داء له دواء، فلا سبيل إلى تهذيب وتنبيهه.
والرابع: معتقد اعتقاداً فاسداً عرف فساده
أو تمكن من معرفته
لكنه اكتسب دنية لرأسه
وكرسياً لرئاسته فهو يحامي عليها
فيجادل بالباطل ليدحض به الحق
ويذم أهل العلم ليجر إلى نفسه الخلق
ويقال له: فاسق ومنافق
وهو من الموصوفين بالاستكبار والتكبر
في نحو قوله تعالى:
(وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم)
وقوله:
(فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون)
فنبه تعالى أنهم ينكرون ما يقولونه ويفعلونه لمعرفتهم ببطلانه
ولكن يستكبرون عن التزام الحق
وذلك حال إبليس
فيما دعي إليه من السجود لآدم عليه السلام.
انتهى كلام الأصفهاني
وأقول أن عكس الجهل هو العلم ،،
والعلم الحقيقي ليس بمعرفة علوم الدنيا فقط كما قال تعالى عن أصحاب هذا العلم فقط :
(يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)
فأصحاب هذا العلم الظاهري
لن يقتنع صاحبه ابداً بخطأه مهما حاولت أن توضح له
فيرى نفسه دائماً على صواب وغيره دائماً على باطل
ولا ينفع مع هذا النوع النصيحة ولا الإرشاد
لأنه ببساطة لا يسمع سوى صوته ولا يرى سوى نفسه
هذا هو مبلغه من العلم
وأفضل أسلوب للتعامل معه الإعراض عنه كما قال تعالى :
" فَأَعْرِضْ عَن مَّن تولى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الحياة الدنيا ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ العلم إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهتدى "